أطفال الخليل يتحدون الاحتلال في "روضة الصمود"
"روضة الصمود" هو عنوان قصة تحد من الأطفال والمعلمات في فلسطين لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه وسط الخليل... بعد منع اسرائيل فتح مدارس أو مراكز تعليمية في المنطقة المغلقة منذ عشرين عاماً.
على عجل تستعد يارا للذهاب إلى روضتها القريبة في شارع الشهداء وسط الخليل، برفقة والدها. الرحلة القصيرة قد تكون الأصعب على طفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها، وتضطر للمرور بثلاث حواجز عسكرية اسرائيلية، وطريق لا يعبره إلا المستوطنين بسيارتهم.
والد يارا نور أبو عيشة تحدث عن مخاوفه عند تركه منزله للذهاب إلى عمله، وكذلك خوفه على طفلته عندما تذهب للروضة.
روضة الصمود الوحيدة في شارع الشهداء وسط الخليل والمغلق منذ عشرين عاماً شكلت شوكة في حلق الاحتلال ومستوطنيه الذين منعوا بناء مدارس أو روضات أطفال فلسطينية في الحي، فكان الرد من مجموعة شباب ضد الاستيطان بترميم أحد البيوت القديمة المهجورة وتحويله إلى روضة.
أما عيسى عمرو وهو عضو في جمعية ضد الاستيطان فشرح كيفية بدء العمل في بناء الروضة، مشيراً إلى أنه تمّ في بادىء الأمر العمل بشكل سري، لافتاً إلى أن "الاحتلال قام بمنع عملية الترميم وفتح هذه الروضة أكثر من 16 مرة"، مضيفاً "وحتى الآن الاحتلال يفرض علينا ضغوطات لاغلاق هذه الروضة لأنها تعتبر نقطة حيوية ودعم للعائلات ولصمودهم في هذه المنطقة".
الروضة تعاني من اعتداءات المستوطنين، بالرغم من أنها حلت مشكلة مئات الأهالي الذين تخوفوا من ارسال أطفالهم إلى روضات بعيدة بسبب اعتداءات الاحتلال... كما أنها أنقذت عدة منازل في المنطقة من استيلاء المستوطنين عليها، بعد أن أعادت جزءاً من الحياة إلى شارع الشهداء...
جميلة شلالدة هي من سكان شارع الشهداء تحدثت أيضاً عن مخاوفها من اعتداءات المستوطنين، مشيرة إلى أن "الخوف الأكبر هو عند عبور الأطفال البوابات الألكترونية للوصول إلى الروضة".
لكن كونها روضة وطلابها أطفال في الرابعة والخامسة من عمرهم، لم يحمها من اعتداءات المستوطنين المتكررة في محاولة لاخافة الطلبة وذويهم لولا تصدي الشبان واصرار الأهالي على بقاء الروضة.