التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
مراكز الأبحاث الأميركية تتناول مسألة التعاون الأميركي - الإسرائيلي بشأن طائرات الدرونز، واحتمال إنتقال العنف الطائفي من طرابلس شمال لبنان إلى البقاع، و"مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" يصدر دراسة منقحة لــ "مواطن التهديد" لإستقرار الخليج.
أرخت فرصة أعياد الفصح المجيد ظلالها على حجم اهتمام وانتاج مراكز الأبحاث، خاصة لاعتبار وفرة عناصرها المنتمية للطائفة اليهودية. استمرار الادارة الأميركية باستخدام طائرات الدرونز وشنّ عمليات اغتيال سيشكل موضوع التحليل المرفق، بالنظر إلى تناقض تصريحات الرئيس أوباما ووعوده التي أطلقها العام الماضي "للحد من غارات طائرات الدرونز"، التي ذهبت أدراج الرياح. بل الأهم في هذه المسألة هو دور المحاكم الاتحادية في شرعنة تلك الغارات واعطاء الإدارة الأميركية ضوءاً أخضراً لا يتقيد بحجم الانتقاد والاعتراض على "الأضرار الجانبية" من سقوط ضحايا أبرياء لتثبيت الهيمنة والغطرسة الأميركية في المنطقة العربية وجوارها.
أميركا واسرائيل
لا تنفك الدعوات الأميركية من المطالبة بتعزيز سبل التعاون بين الولايات المتحدة واسرائيل، خاصة عند الانعطافات السياسية الاقليمية والدولية. وناشد مركز السياسة الأمنية الولايات المتحدة تجسيد تعاونها في مجال تقنية مكافحة طائرات الدرونز. وقال "في ظل سعي البنتاغون بلوغ هدفه المستقبلي بأقل قدر ممكن من قوات المشاة برفقة مزيد من الطائرات المسيّرة، فان عدداً من الدول الأخرى تمضي في التوجه عينه، خاصة في نطاق استخدام طائرات الدرونز"، وأضاف إن "قيادة القوات العسكرية الأميركية ماضية في جهودها لتعزيز ترسانتها ليس في سياق توسيع استخدام الطائرات المسيّرة فحسب، بل الاستثمار في تقنيات الدفاع عنها".
ودعى "المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي" الولايات المتحدة إلى "نقل طائرات قاذفة إلى سلاح الجو الاسرائيلي والذخائر من قنابل خارقة للتحصينات"، على جناح السرعة، والتي من شأنها ان تؤسس لرسالة أميركية لايران مفادها أن "حليفتها (اسرائيل) امتلكت النية، وأضحت تمتلك القدرة لمنع تحول ايران إلى دولة نووية".
تعثر المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل شكل أرضية انتقاد الإدارة الأميركية من قبل معهد المشروع الأميركي منوهاً إلى "المخاطر الكبيرة الناجمة عن فشل المفاوضات وانعكاساتها على كافة المبادرات السياسية الرئيسة لادارة الرئيس أوباما" في عموم المنطقة. محذراً من استغلال "أصدقاء الولايات المتحدة وخصومها على السواء" الثغرات الناجمة عن فشل المفاوضات خدمة لمصالحهم الذاتية مستندين إلى "احساسهم بضعف الرئاسة الأميركية وندرة فعاليتها وخفة أهليتها".
لبنان
حذر معهد "كارنيغي" من تفاقم "الصراع الطائفي الذي يعصف بمدينة طرابلس وانتقاله إلى مناطق أخرى من سهل البقاع" مناشداً الساسة اللبنانيين "تسوية الأوضاع الملحة بعضها عصف بلبنان منذ أمد" سابق على اندلاع الصراع في الساحة السورية، وعلى رأسها أولوية "التصدي لحالة الاهمال، وعدم تطوير طرابلس ومناطق أخرى، مما شكل نقطة لاستقطاب التطرف. كما يتعين على ساسة السنة اعادة تفعيل دور دار الفتوى" لتوفير الغطاء اللازم لاحتواء نزعة التطرف الدينية.
الخليج العربي
أصدر "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" دراسة منقحة لما اعتبره مواطن التهديد الأساسية في منطقة الخليج، تتضمن "التوترات الطائفية والعرقية الداخلية، النزاع الأهلي، استمرار حالة عدم الاستقرار، فشل نظم الحكم والآداء الاقتصادي . التداعيات الناجمة عن الحرب الأهلية في سورية، وتبلور منطقة "الهلال الشيعي" .. الصراع على مستقبل الاسلام بين السنة والشيعة .. حروب السيطرة والترهيب .. تصاعد الأزمات غير المتماثلة إلى مصاف نزاعات تقليدية .. " والتوترات التي تهدد العلاقات العربية الايرانية في منطقة الخليج.
"منظومة الحكم في الشرق الاوسط"
سعى "صندوق جيرمان مارشال للتنمية" إلى التمييز بين مفهوم منظومة الحكم وأسلوب إدارته في منطقة الشرق الأوسط والوصول إلى توصيات تشير إلى أن "العقبة الماثلة أمام تطبيق الديموقراطية لا تكمن في عنصر الهوية أو الاسلام بحد ذاته، بل في نظام حكم يجري تبنيه لادارة الأوضاع عوضاً عن ارساء أسس لنظام الحكم".
واستشهد الصندوق بطرفي الصراع في أزمة الحكم في تركيا "اللذين ينتميان إلى الاسلام المحافظ، إذ ان خلافاتهما ليست حول تحديد الهوية أو المثل الاسلامية أو الفكر الاسلامي، بل هو صراع على الهيمنة والسلطة. كما أن التباينات بين تجربتي تونس ومصر الاسلاميتين دلت بوضوح على دور عنصري القوة والسياسة اللذين يشكلان عاملي اعتبار أكبر من عنصر الهوية".