الدلالات العسكرية والسياسية لمعركة "بتر الكافرين" في حلب

الجماعات المسلحة تفتح خمس جبهاتٍ انطلاقاً من قلب مدينة حلب، ومن الغرب، لتخفيف شبه الحصار الذي بات الجيش السوري يضربه على معاقل المسلحين شرقي المدينة.

العرض للزميلة ديمة ناصيف

حلب أسخن جبهات القتال في سوريا منذ أسبوع؛ خمس جبهات فتحتها المجموعات المسلحة بالتوالي انطلاقاً من قلب المدينة، ومن الغرب، لتخفيف شبه الحصار الذي بات يضربه الجيش السوري، على معاقل المسلحين في شرق المدينة.

الجبهات كلها تستهدف الغرب للوصول إلى نقاط دفاعية للجيش خاصة مبنى المخابرات الجوية.

معركة "بتر الكافرين"، حققت تقدماً قبل يومين على صعيدين: دخل الجهاديون جزءاً واسعاً من حي الراموسة جنوب غرب المدينة، واستولوا على معمل الغاز فيها، وأعادوا فرض حصار على المدينة، باستيلائهم على المعبر الرئيسي لحلب الغربية، نحو المطار، فخناصر وطريق الإمداد الذي أعاد الجيش السوري فتحه قبل أشهر.

كما اقترب المهاجمون من كتيبة مدفعية مهمة، تحاذي المدرسة الفنية الجوية.

الجيش أرسل تعزيزات إلى المنطقة لإحتواء الهجوم، الطيران يعمل بصعوبة، بسبب احتدام القتال، وتقارب مواقع الاشتباك.

معركة "بتر الكافرين" التي يقودها صلاح الدين الشيشاني للوصول إلى مبنى المخابرات الجوية غرب المدينة قبل أيام، تفرعت عنها تدريجياً جبهتان في الشمال والجنوب ومعركة نصرة كسب من قلب حلب، وسط المدينة التي تقودها كتائب تركمانية تعمل أيضاً تحت إشراف المخابرات التركية، عبر لواء محمد الفاتح، ولواء السلطان مراد، وتجمع ألوية الحرية الإسلامي، والمنتصر بالله، والمفارقة أن المعركة هذه، ككسب، تستهدف أكبر تجمع أرمني في حلب، وهو حي الميدان؛ الحي تعرض لقصف كثيف بمدفعية الهاون، أسقطت قتلى وجرحى بين سكانه الأرمن.

جبهة الاشتباكات في حي الزهراء وحول مبنى المخابرات الجوية تراجعت حدتها، قناصة المسلحين شلوا الحركة في الحي، الرهائن من المدنيين الذين خطفوهم من المباني التي دخلوها في بداية الهجوم ونقلوهم إلى حريتان، بعضهم حوكم أمام هيئة شرعية بالإعدام بحسب مصادر ميدانية.

الدلالات الأولى لتوسيع الجبهات الحلبية: أولاً نجاح المخابرات التركية بتنسيق غرفة عملية موحدة لكافة الجماعات المسلحة، التي تعمل تحت إمرتها من تركمانية أو قاعدية لا سيما الجبهة الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار، وجيش المجاهدين، وجبهة النصرة، وهي المرة الأولى التي تتقدم فيها هذه المجموعات في عملية واحدة بهذا الاتساع.

الدلالة الثانية، تسريع العملية، لعرقلة الإستحقاق الرئاسي القادم، ومنع إجراء أي عمليات انتخابية في مدينة لا يزال قسم واسع منها، لا سيما في الغرب يعد موالياً، ولا يزال غربها يحتضن ما يقارب المليوني ساكن، بعضهم، من نازحي القسم الشرقي.

اخترنا لك