أطفال اليمن يقاومون الحرب بالموسيقى

أطفال اليمن يلجأون إلى تعلم الموسيقى لمقاومة الحرب وتداعياتها... البيت اليمني للموسيقى والفنون في صنعاء الذي يواصل أعماله وأنشطته في ظل وضع صعب وفر للكثير من الأسر وأبنائها بيئة صحية مختلفة بعيدة عن أجواء الحرب والغارات.

نجح البيت اليمني للموسيقى إلى جانب التدريب في توثيق أكثر من ستين ألف أغنية يمنية قديمة وحديثة
للموسيقى بيت في صنعاء... صغير لكنه أقوى من الغارات التي فشلت في إغلاق أبوابه أمام الهواة من مختلف الأعمار. عبدالرحمن وأياس شقيقان فرا من جحيم الغارات... يتأبطان آلاتهما كبقية رفاقهما الذين جاؤوا ليهزموا الحرب بالموسيقى. يقول الطفل عبدالرحمن عبدالله مدهش، يتعلم العزف على الكمان "ملل أن نجلس في البيت بين الصواريخ... جئنا انا أخي نتعلم الجيتار وانا أحب الجيتار وأحب الحياة والموسيقى". أما أميمة طفلة تتعلم الجيتار هي الأخرى تقول "لأنه حرب مقدرش أروح مكان جيت أتعلم كمان".  بيت لا تتوقف مشاهده الجمالية عند حد... كرؤية أمهات التحقن بالبيت برفقة أبنائهن... الأم والأستاذة الجامعية مثلاً اندفعت لتعلم العزف على العود تأثراً بابنها وابنتها بعد التحاقهما بقسمي الجيتار والكمان. أما سيدة أخرى فتقول "بسبب الظروف التي يعيشها البلد أغلقت المدارس وبقى الأطفال في فراغ، فتشجعت أنا أيضاً"، وتضيف "بدل ما أكون مرافقة ليش ما أكون مشاركة". طفل آخر يشارك في تعلم الموسيقى يقول بدوره "أنا جيت هنا البيت اليمني للموسيقى انا وأختي وأمي... أنا أتعلم الجيتار لأنه هوايتي وأختي تتعلم كمان". فنانون وعازفون محترفون يشرفون على البيت ويتولون مهمة التدريب والتعليم. عبدالعزيز مكرد، عازف ومدرب كمان اعتبر أنه "في هذه الأوضاع الصعبة والمريرة من الجيد أن تجد أنه في ناس مهتمين بتعلم الموسيقى". أصوات آسرة تحف بالبيت منذ تأسيسه في العام ألفين وسبعة ونجح إلى جانب التدريب في توثيق أكثر من ستين ألف أغنية يمنية قديمة وحديثة لإثبات هويتها اليمنية في مواجهة سطو فناني الخليج عليها وبرأي فؤاد الشرجبي رئيس البيت اليمني للموسيقى والفنون أن البيت اليمني جزء من المجتمع". ويضيف "استمرينا وكان القصف يحدث في أحيان أوقات الدراسة ونحن تحدينا وسنظل صامدين نواجه الموت بالحياة وهذه رسالتنا". اتسعت أنشطة البيت لتشمل إنتاج الكثير من الأعمال الموسيقية والأغاني والأناشيد الوطنية والخاصة بالأطفال... على امتداد عمر الحرب، ظل هذا البيت يقاوم الموت بموسيقى نابضة بالحياة تعزفها أصابع فنانين وهواة، كانوا قلب هذا البيت، وكان رئتهم التي يتنفسون من خلالها في أفق يختنق بالبارود.  

اخترنا لك