صورة المعركة الانتخابية في كركوك
تبرز قضية مدينة كركوك الغنية بالنفط إلى الواجهة والخلافات التي تبدو فيها متشعبة فمن ناحية هي بين بغداد وأربيل ومن ناحية أخرى بين مكوناتها الرئيسية من عرب وكرد وتركمان.
تحولت المنافسة في الانتخابات البرلمانية شمال العراق من انتخابات يختار فيها الكرد ممثليهم في البرلمان الاتحادي إلى صراع نفوذ في المناطق المتنازع عليها ولاسيما الاتحاد الوطني الكردستاني الذي سجل تراجعاً في شعبيته. فهو واجه أزمتين كادتا أن تعصفا به. غياب زعيمه جلال طالباني أواخر عام 2012 وخسارته في انتخابات برلمان كردستان في أيلول/ سبتمبر الماضي.
مرشح الإتحاد الوطني الكردستاني طارق جوهر يتحدث عن "حماس جماهيري كبير لأنصار الاتحاد الوطني" قائلاً "إن اللائحة ستحقق نتائج ايجابية كبيرة وستكون في مقدمة الكتل الأخرى".
حزب طالباني وعلى ما يبدو سيواجه جداراً صلباً من حليف الأمس، الحزب الديمقراطي بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني. فالأخير بدا واثقاً من حسم المعركة هناك لصالحه.
تقول د.بيروان خيلاني المرشحة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني "نحن نتمنى مشاركة أكبر عدد من الساكنين الأكراد في محافظة كركوك في يوم الانتخابات لكي يحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني الاولوية كما حصل في الانتخابات السابقة".
معالم التنافس تزداد فصولاً مع محاولات الجميع بسط النفوذ على شمال العراق.
الأحزاب الكردية في الإقليم تقول إنها أنجزت جميع مستلزمات ضم كركوك إلى كردستان. وهي بانتظار القوة العددية للوقف بوجه العرب والتركمان هناك.
لكنّ هذه الصورةَ سرعان ما تتلاشى مع بدء العدّ التنازلي للانتخابات العامة. فعلى الجانب الآخر يدخل قطبا المعركة الانتخابية في كركوك من العرب والتركمان بقوائم موحدة لمنافسة الكرد على 11 مقعداً مخصصاً للمحافظة الغنية بالنفط في البرلمان العراقي.
يؤكد اسماعيل حديد عن ائتلاف عرب كركوك "الحرض على كركوك وشعبها ووحدة العراق وعلى جميع متطلبات المرحلة المستقبلية لبناء الدولة العراقية الحديثة وهذا الأمر الذي دعانا أن نكون تحت ظل هكذا بسبب الصراعات الموجودة في هذه المناطق".
بدوره يأمل حسن توران رئيس قائمة جبهة تركمان كركوك "أن يأتي اليوم الذي ننزل بقائمة تركمانية عربية كردية مسيحية مشتركة هدفها خدمة أبناء المحافظة".
كركوك باتت اليوم قلب الصراع العربي الكردي، وما ستفرزه الانتخابات من نتائج ستكون البوابة التي قد تؤدي إلى تفكيك أو تمتين وحدة العراق وفق مراقبين.