جنوب لبنان: نازحون يندمجون في الحياة اليومية بانتظار العودة إلى سوريا

عائلات سورية كثيرة نزحت إلى جنوب لبنان. هناك تتجاوز حالات عديدة من هذه العائلات مسألة النزوح لتصل إلى حدّ الاندماج في الحياة اليومية للسكان، وسط مبادرات شبابية، لدعم الأطفال بالرسم والألوان، أطفال يريدون أبسط مقومات الحياة.

كيف يعيش النازحون السوريون في جنوب لبنان؟

يتعطش اسماعيل للحظة يعم فيها السلام سوريا، ليعود إليها مع عائلته. من معرة النعمان في ريف إدلب إلى كفرا في جنوب لبنان، رحلة نزوح لأكثر من عام ونصف. 

لعبت الحرب بمصير هذه العائلة، لكنها كعوائل سورية كثيرة اندمجت في الحياة اليومية. يعمل اسماعيل مزارعاً في أرض قرب بيته، أمن مستلزمات حياة أطفاله، ولو بالحد الأدنى. 

يقول إسماعيل معترماوي، إنه "بسبب الأوضاع استقرينا هنا وأرسلنا بطلب العائلة وسجلنا الأولاد في المدارس" مضيفاً "أنهم سيعودون إلى معرة النعمان حين تهدأ الأوضاع، فلا أحد لا يشتاق لبلده". 

نجل اسماعيل، يتملكه الشعور نفسه، يقول "صحيح أنني ألهو وأفرح مع أصدقائي هنا لكن أريد العودة إلى بستاني لألعب مع أولاد عمي وعند بيت جدي، أنا مشتاق للأرض".   

كفرا كغيرها من قرى الجنوب اللبناني تحتضن آلاف العائلات السورية. العمل في أحد متاجرها جمع مؤيداً من ريف دمشق بعبد الوهاب من الرقة. وفي أحد أفرانها يعمل محمد إبن حماه منذ عام ونصف. أتقن المهنة وصار محل ثقة صاحب الفرن. 

يتحدث صاحب الفرن عن العلاقة الجيدة بين أهالي البلدة والإخوة السوريين الذين يشاركون في كل المناسبات الاجتماعية.  

إندمج السوريون في الحياة اليومية لأهالي هذه القرى بانتظار فرصة العودة إلى سوريا، وفي مكان آخر شبان لبنانيون أهدوا أطفالاً سوريين أقلاماً وألواناً ليرسموا ما يحلو لهم عن سوريا التي هجروها بفعل الحرب.  

ففي تجمع عشوائي للنازحين في بلدة العاقبية الساحلية، فرح الأطفال بأقلام التلوين وكأنهم في عيد، رسموا ذاكرتهم قبل نزوحهم الثقيل أحد الأطفال الذي قال إنه حن إلى وطنه رسم "جامع سيدي خالد". طفلة أخرى رسمت قلوباً بحجم حبّها لسوريا وأهلها.   

هؤلاء لم يدخلوا المدرسة كما دخلها أطفال اسماعيل، مطالبهم ليست كثيرة يريدون أبسط مقومات الطفولة السعيدة.  

اخترنا لك