أوباما يبحث في الرياض ملفات المنطقة
الرئيس الأميركي يزور السعودية ويبحث مع الملك عبد الله ملفات المنطقة. الزيارة تأتي في ظل علاقات تمرّ حالياً بمرحلة دقيقة بسبب ما يراه الجانبان عدم فهم كلّ منهما لظروف الآخر، ولعل إيران والعلاقة معها تشكل أحد أبرز البنود الخلافية بين الطرفين.
وصل الرئيس الأميركي الجمعة إلى الرياض حيث يلتقي الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وتحضر في الزيارة التي تأتي بعد شهور من الاستعدادات، ملفات المنطقة من إيران إلى سوريا ومصر وعملية السلام.
وكانت قالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركيّ برناديت ميهان "إن أوباما الذي يصل الرياض آتياً من جولة أوروبية آخر محطاتها كانت إيطاليا، سيطلع الملك السعودي على تطورات مفاوضات مجموعة الدول الست مع إيران، وانطلاقاً من التزامه الشفافية مع السعودية" التي وصفتها المسؤولة الأميركية بـ"أقرب حلفاء واشنطن وأصدقائها الإقليميين".
وشهدت العلاقات الأميركية السعودية منذ منتصف القرن الماضي الكثير من التأرجح وربما كان أدنى مستوى لها عند الحظر النفطي عام 1973 والأعلى عندما اجتاح العراق الكويت، لكنّ هذه العلاقات تمرّ حالياً بمرحلة دقيقة، بسبب ما يراه الجانبان عدم فهم كلّ منهما لظروف الآخر.
وتلبد ملفات كثيرة سماء العلاقات الأميركية السعودية، تتمحور أساساً حول شؤون المنطقة، ولإيران دور في أكثرها، من سوريا إلى الملف النووي، وصولاً إلى العراق. فوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل على سبيل المثال اتهم سابقاً الأميركيين بتسليم العراق إلى إيران على طبق من فضة.
يقول ديفيد أوتاوي من مركز ولسون للدراسات، إن ""أهم خلافاتنا هو حول العراق. لقد ساعدنا بإيصال المالكي إلى السلطة... وهذه مفارقة، بالتعاون مع الإيرانيين. بالتوازي، لا بالسرّ، أوصلنا المالكي إلى السلطة، وأبقيناه فيها".
باحثون عديدون يرون أن ذلك يحتّم فتح قنوات مع إيران، في الظرف الدقيق الذي تمرّ به المنطقة، فمن الذي سيملأ فراغ انسحاب الأميركيين من العراق وأفغانستان؟
يرى برنار هوركاد من المركز الوطني للأبحاث العلمية الفرنسي، "أن إعادة العلاقات مع إيران، في وقت تنسحب فيه القوات الأميركية من المنطقة، هي ضرورة للإستقرار في المنطقة".
الحفاظ على إستقرار المنطقة على المدى الطويل يجعل من الطبيعي إيجاد صيغة جديدة لموازنة اللاعبين الإقليميين. هنا يقول اوتاوي "لا أعتقد أن أوباما مهتم بدعم المملكة العربية السعودية "السنية"، في وجه إيران "الشيعية" في صراعهما للفوز بالتأثير على المنطقة".
فيما يشير هوركارد إلى "أننا نعيش تحولاً في تاريخ الشرق الأوسط. فالآن، مع غياب مصر وتركيا، نرى على ضفتي الخليج، الذي يمر منه نصف بترول العالم، بروز شرطيين. أيام الشاه، كانت إيران شرطي الخليج؛ اليوم، هناك شرطيان، وهذا حل منطقي".
البنود الخلافية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة كثيرة وقد تكون أحياناً حادة لكن أمرين أساسيين لا يختلف الجانبان حولهما: الدفاع الأميركي عسكرياً عن السعودية إذا دعت الحاجة والتعاون الوثيق جداً بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب.