مشروع الخدمة المدنية.. غطاء لأسرلة الشباب الفلسطيني

عدا تهويد المكان والحيز الجغرافي في القدس المحتلة، تسعى إسرائيل إلى تهويد المجتمع المقدسي نفسه، عبر أسرلة الشباب الفلسطيني من خلال مشاريع تطمس هويتهم الوطنية، من بينها مشروع الخدمة المدنية.

شباب ينشطون للتوعية على مخاطر مشروع الخدمة المدنية

مشروع الخدمة المدنية، هو مشروع إسرائيلي بامتياز، تحاول سلطات الاحتلال استدراج الشباب المقدسي إليه تحت غطاء التطوع، فيما الهدف المبطّن هو أسرلة المجتمع الفلسطيني.

في مركز يبوس الثقافي في القدس المحتلة، كان يفترض أن يعقد مؤتمر تشارك فيه مؤسسات مدنية مقدسية وأخرى تنشط داخل الأراضي المحتلة عام 1948 للإعلان عن مناهضة هذا المشروع، لكن قوات الاحتلال منعت انعقاد المؤتمر، وأمرت بحسب بند قانوني لمنع الإرهاب، بإغلاق المركز الثقافي أو أي مكان ينقل اليه المؤتمر.

تؤكد الصحافية والناشطة ضد الخدمة المدنية هنادي قواسمي أن مشروع الخدمة المدنية "مشروع أمني سياسي صهيوني يهدف بالدرجة الأولى بحسب تعبير وكلاء وقادة الاحتلال إلى دمج الشباب العرب في المجتمع الإسرائيلي وهذا يعني بالضرورة مسح الهوية الوطنية الفلسطينية وانسلاخ الشباب الفلسطيني عن انتمائهم العربي". 

نداء نصار من جمعية الشباب العرب بلدنا ترى في الخدمة المدنية "الوجه الآخر للخدمة العسكرية وهي فعلاً طريق للجيش وإذا نعود إلى كل البرتوكولات وكل ما صدر عن اللجان التي أتت بمشروع الخدمة المدنية نستطيع أن نرى أنه كان تطرق بشكل واضح لمؤسسات الشرطة وإلى توسيع دائرة المنخرطين في الخدمة المدنية لتصل أيضاً إلى صفوف الجيش والشرطة". 

مشروع الخدمة المدنية الذي أعده جهاز الأمن الإسرائيلي تحت شعار المساواة بالعبء وربط الحقوق بالواجبات، وبدأ بترويجه بين الشباب العرب داخل أراضي 48 قبل بضع سنوات، واليوم يفعل ذلك بين الشباب المقدسي أيضاً، يستغل الأزمة الاقتصادية لدى الفلسطينيين، فيقدّم للشباب المغريات المالية والتوظيفية.

نداء محيسن مقدسية انخرطت في مشروع الخدمة المدنية قبل أن تكتشف أهدافه، تتحدث للميادين عن تجربتها قائلة "تطوعت معهم لمدة شهرين كانوا يقدمون لنا خلالهما تسهيلات من قبيل دورة باللغة العبرية ودورة لتعليم قيادة السيارات" بالإضافة إلى مبالغ مالية. 

بحسب المعطيات الإسرائيلية التي يعتبرها الفلسطينيون مبالغاً بها ويتحفظون على دقتها، انخرط في المشروع أكثر من 3500 شاب وشابة من مختلف المناطق خلال العام المنصرم، وفي القدس وحدها ينخرط سنوياً مئة شاب وشابة.

اخترنا لك