"لجان الدفاع الشعبي" في مواجهات عصابات "تدفيع الثمن" الإسرائيلية

يتعرض الفلسطينيون في القدس المحتلة للاعتداءات المتكررة من جانب المستوطنين المتطرفين، الأمر الذي دفعهم إلى ابتكار أساليب خاصة للدفاع عن أنفسهم، في ظلّ تجاهل أجهزة الأمن الإسرائيلية ظاهرة الاعتداءات المتكررة هذه.

لم يحاكم أي مستوطن على عمليات تدفيع الثمن بحسب معطيات الشاباك

يسأله الصحافي الإسرائيلي "ماذا تعني عملية دفع الثمن" يجيبه "بيقتلوك".. أنت خائف من المستوطنين؟ يسأله مجدداًَ، فيردّ "كلا".. يوجّه السؤال نفسه لكن لشقيقه هذه المرة فيجيبه الفتى الفلسطيني "أنا خايف يقتلو أبوي"..

هكذا يروي الأطفال، ويخفون وراء ابتساماتهم البريئة الشاحبة خوفهم من اعتداءات المستوطنين اللامتناهية عليهم. اعتداءات باتت تعرف بعمليات "تدفيع الثمن". 

وتتواجد بين المستوطنين مجموعات تعرف بـ"مجموعات تدفيع الثمن"، وهي تقيم حلقات دراسة وتدريب حول أساليب الاعتداء على الفلسطينيين وحول الحيل القانونية الكفيلة بعدم إدانتهم عند إلقاء القبض عليهم وأثناء التحقيق معهم.

مجموعات المستوطنين هذه لا حدود لعدائيتها، فحتى بيوت الله لم تسلم منها. فعلى سبيل المثال يعبر دوف مورال، وهو مستوطن من نقطة رمات مغرون الاستيطانية، عن شعوره بالكآبة لأن الأمر اقتصر على إحراق مسجد وإتلاف بعض الممتلكات، يقول "إن الأمر أصبح مضجراً"، ويضيف أنه "كئيب أيضاً لأنهم لم يزهقوا روحاً". 

ازدياد اعتداءات المستوطنين في الآونة الأخيرة جعل الفلسطينيين يضيقون بها ذرعاً. وفي ظل تجاهل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لهذه الظاهرة ومنع تكرارها قرروا حماية أنفسهم بأنفسهم. يقول أحد المقدسيين "لا أحد يمكنه أن يقنعني أن الأمن الإسرائيلي غير قادر على السيطرة على هذه الحثالة". 

مقدسي آخر يصف الليالي التي يعيشها مع أفراد عائلته بأنها "عبارة عن فيلم رعب غير مرئي، من خلال الأصوات التي يسمعونها ليلاً والأضواء وأحياناً الانفجارات". يضيف أنه "اختار السجن بإرادته من أجل حماية أولاده وبقاء بيته في المنطقة التي يعيش فيها".

أولى عمليات الدفاع الذاتي بدأت مع أهل قرية قصرى، مطلع كانون الثاني/ يناير من العام الحالي، عندما قبضوا على مجموعة مستوطنين كانت تحاول الاعتداء على أراضيهم وبرحوهم ضرباً". يقول أحد أبناء البلدة "إن قصرى أعطت درساً كبيراً للمستوطنين" مضيفاً "أن الرسالة وصلت إلى كل المستوطنين". 

ويؤكد "أن قصرى التي تحولت إلى مدرسة نضالية ستحذو حذوها كل الضفة الغربية". 

الردّ الفلسطيني لم يقف عند هذا الحد، بل أنشأت بعض القرى في الضفة الغربية مجموعات حراسة ليلية لردّ اعتداءات المستوطنين. المجموعات التي أطلق عليها اسم "لجان الدفاع الشعبي" تضم شباناً من قرى مختلفة وتسهر طوال الليل لحماية حدودها ومساجدها ومنازلها وأولادها، بعدما أظهرت معطيات الشاباك والشرطة الإسرائيليين أنه لم يحاكم أي مستوطن بتهمة تنفيذ عمليات "تدفيع الثمن". 

اخترنا لك