بين جسد مريم وجسد سوريا... حريق وألم
امرأة سورية تحرق نفسها أمام مركز الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين في طرابلس اللبنانية. إلا أنّ المارة تمكّنوا من إنقاذها ونقلها إلى المستشفى حيث يعمل فريق طبيّ الآن على معالجتها.
وجه مريم كوجه سوريا.. احترق. وجه مريم كوجه سوريا، عليه وشم الألم. لم يبق من جسد مريم سوى ما يشبه ما بقي من جسد سوريا، حريق وألم.
نازحة هي، هربت من نار الحرب، وحين كواها الجوع والعوز، أحرقت نفسها لتحافظ على شيء من كرامة.
في طوارئ مستشفى السلام في طرابلس، ما عرفوا منها غير الاسم، مريم عبد القادر. في طوارئ المستشفى، ما عرفوا عن ذلها وقهرها سوى ما رواه الشقيق الذي تحدث عن عجز في تأمين ثمن الإيجار وحتى لقمة العيش.
كانت مريم تقف مع مئات السوريين على أبواب مكتب الأمم المتحدة في معرض رشيد كرامس الدولي، يغالبون الجوعَ والشمس أو الصقيع، للحصول على حصتها الغذائية، أبلغوها أن اسمها قد شطب، أحرقت نفسها قهراً، كادت تموت لولا إنقاذ الأطباء لها.
لعل مريم فكرت بالتشابه بالشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه فأطلق ثورة ضد الذل. لعلها لم تسمع عنه أصلاً، لعلها فكرت فقط بأن حياة أفضل قد تنتظرها في مكان آخر.
أنقذت مريم من الحريق، لكن من ينقذ بلادها؟؟