"الكلاسيكو" يوحّد اللبنانيين تحت رايات برشلونة وريال مدريد

"كلاسيكو الأرض" مباراة تختصر حكاية شعب يعشق الحياة ويجد في كرة القدم ملاذاً للهروب من واقع التناحر السياسي والطائفي. جماهير لبنانية حوّلت بوصلتها نحو مدريد وجسّدت لوحة فنية على طريقتها الخاصة.

مقهى في بيروت إحتضن شباناً وشابات من مختلف المناطق اللبنانية

هو ليس أحد مدرجات ملعب سانتياغو بيرنابيو أو ساحة سيبيليس الشهيرة في مدريد، هو مقهى صغير احتضن شباناً وشابات من مختلف المناطق اللبنانية توحدوا بفعل ساحرة مستديرة أسرت القلوب، خلعوا رداء أحزابهم ومذاهبهم وتلحفوا بوشاح ملكي وآخر كتالوني، شكلوا بانوراما مصغرة لكيفية التعايش برغم الإختلاف على وقع الإشتباكات المتفرقة التي شهدتها العاصمة بيروت قبل ساعات من انطلاق المباراة.

تسمرت حشود كبيرة أمام شاشات عملاقة لمتابعة كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة. جماهير الفريقين أعلنتها حرباً من نوع خاص: محبو الميرينغي رفعوا شعار "احسم لقبك في مدريد"، وعشاق البلاوغرانا لحفر تجويفة يسقط فيها غريمهم ويرفع رايته البيضاء.

كلاسيكو فريد من نوعه استطاع أن يشغل الناس بأدق تفاصيله. فضلت الجماهير متابعته على حساب فرقهم المحلية ومنتخباتهم الوطنية.

هدوء حذر خيم على الجبهتين، كسره أندريس إنييستا بقذيفة ألهبت حماسة الكتالونيين. ارتفاع وتيرة الإشتباكات الكروية أثارت حماسة الجماهير، استمتعوا بمشاهدة قناصة يصيبون الشباك بدقة متناهية. ليونيل ميسي أحرق مدريد بثلاثية، زادت عشاق البرشا قناعة بأنه الافضل. بدوره لم يستطع "صاروخ ماديرا" تدمير الحصون الكتالونية، رونالدو اكتفى بهدف يتيم من ركلة جزاء من دون أن يترك بصمة تليق بأفضل لاعب في العالم، لكن نظرة شعب مدريد للفتى البرتغالي لم تتغير. جماهير برشلونة حسمت لقب الليغا لصالح فريقها. اعتبرت فوز رجال المدرب تاتا مارتينو بمثابة بشارة النصر الحاسم في الصراع على اللقب، أما جماهير مدريد الخائبة صبت جام غضبها على حكم اللقاء لكنها واثقة من قدرة فريقها على إحراز الألقاب هذا الموسم.

وفى كلاسيكو الأرض بوعوده. جمع المتابعين تحت رايتين لا ثالث لهما. قدم أنموذجاً ناجحاً في كيفية تحقيق الفوز وتقبل الخسارة وأكد أن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة.

اخترنا لك