خسارة يبرود تفجّر الخلافات بين مجموعات المعارضة
مع خسارة المعارضة لمدينة يبرود انفجرت خلافات بين مجموعاتها التي تقاذفت المسؤولية عمّا حصل وصولاً إلى تخوين كلّ جهة للطرف المقابل.
بعد سقوط القصير في بدايات حزيران/ يونيو 2013 في ريف حمص إتهمت جبهة النصرة ومعها تنظيمات جهادية المجموعات التابعة للجيش الحر بالتخاذل والإنسحاب من جبهات القتال. بيانات الجبهة آنذاك وصلت إلى مرحلة إتهام مجموعات الجيش الحر بتسليم المواقع والإنسحاب بالإتفاق مع الجيش السوري إلا انها لم تقدم أدلة ملموسة على ذلك.
سبق سقوط يبرود خلافات عاصفة بين جبهة النصرة وتنظيمات متحالفة معها وبين غرفة العمليات المشتركة التي شكلتها 24 كتيبة محسوبة على الجبهة الإسلامية، لم تمض ساعات على خسارة يبرود حتى خرج عبدالله عزام الشامي، المتحدث باسم جبهة النصرة في القلمون ليعلن أن كافة الفصائل المسلحة الرئيسية الموجودة في المدينة فرت وتركت الثغور وتركونا. لم يجد الأخير من يرد عليه أو يوضح الموقف حتى الآن.
كمين الغوطة الشرقية الذي قتل فيه حوالى 175 مسلحاً قرب العتيبة شكل مادة إتهام متبادل بين "جيش الإسلام" وجبهة النصرة وداعش. الأخير قال إن زعيم الجبهة الإسلامية زهران علوش غدر بالمقاتلين وتغاضى عن ذلك زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني.
المجموعات المسلحة الأساسية المقاتلة في سوريا والتي تعيش صراعات وتناقضات علنية وصلت إلى مرحلة التذابح والإغتيالات، تميّزها حالة فقدان التوازن بعد كل معركة خاسرة. حصل ذلك في حلب حين سيطر الجيش على بعض المناطق الإستراتجية كخناصر والسفيرة وغيرها من المواقع خصوصاً في منطقة حمص.
تضارب المصالح في مناطق النفوذ المشتركة للمجموعات المسلحة والتنافس والخصومات وتناقض المشاريع والخطط. كل ذلك ينعكس فوضى وتشتتاً تضيع معه المسؤوليات وتكثر الإتهامات.