المرأة التارقية في الجزائر... مكانتها تتجاوز أحياناً الرجل
المرأة التارقية تصنع الانفراد في التنوع الذي يكتنف المجتمع الجزائري... لكنها مازالت تعاني من اللامبالاة، بالرغم من تراثها الذي يصنف بين التراث العالمي.
يميزها لحافها الأسود... تخفي وراء نظراتها استحياء أو عزيمة وتحدياً للظروف الطبيعية القاسية... فرضت نفسها في مجتمعها فكانت الزوجة والأم والرفيقة والمحاربة... ترفض في كبر الحديث أمام المايكرفون ولا تبالي بعدسات الكاميرات.
عن هذه المرأة يتحدث عضو جمعية التراث الترقي عبدالله وني فقال "حاربت وتشتغل وتقوم بأمور لا يستطيع الرجل فعلها".
أما الطالب الجامعي محمد قمامة فيقول بدوره "في الجزائر لا يعرفون قيمة المرأة التارقية، في حين هناك من الغرب يأتون ليكتشفوا موروثها وتاريخها... هي مثل الأسطورة تنهينان ... يأتون من فرنسا واسبانيا ومن كل مكان.
من مفاخر التراث النسوي عند الطوارق أسطورة تنهينان زعيمة مملكة أهاقار... هي الحسناء الممشوقة القدّ... طولها أكثر من متوسط طول نساء هذا العصر... كانت حكيمة وقائدة بارزة تجاوزت مسؤولياتها حدود بيتها فرسختها في بيئتها العامة.
أما مديرة نشر مجلة "لالة" هدايات برسالي فتوضح أن "المرأة التارقية تلقاها في الظل تتحمل مسؤولية بيتها وحتى محيطها من غير أن تطالب بكل حقوقها".
وبرأي العارضة مونية محمدي "يجب على المرأة التارقية أن تكمل وتكافح لتبقى في الواجهة مثل كل النساء الجزائريات... برغم أننا لا نراها في مثل هذه المناسبات" على حدّ تعبيرها.
المرأة التارقية تعاني في الجزائر والدول المجاورة عزلة تامة. فأغلب مشاركاتها تكون في المناسبات، وتقتصر على زيها التقليدي المميز وعزفها الأخاذ على آلة الأمزاد.
مصممة الأزياء المغربية قنوني فاطمة تقول "إن هذا الشيء لا يوجد فقط في الجزائر"، معتبرة أن "المرأة التي تسكن في المدن تتمتع بكثير من الحقوق على عكس التي تسكن في الجبال".
صلاح الدين الحنطي، باحث في التراث من فلسطين، تحدث أيضاً عن المرأة التارقية فيقول "في مناطق الطوارق هذه المرأة شاركت الرجل في كثير من الحروب، لذلك هي تكشف عن وجهها وهو يغطي وجهه ولكن لا نعرف الكثير عنه".
للمرأة التارقية خصوصيات تختلف عن كل نساء العالم فهي الوحيدة التي تقيم الأعراس لطلاقها. وهي صانعة الحرب والسلام عبر آلة الأمزاد، كما إنها الآمرة الناهية في بيتها الذي تبنيه بنفسها...