صواريخ فرنسية للبنان.. بموافقة إسرائيلية!
مسؤول فرنسي يقول إن المفاوضات في شق تسليح الجيش اللبناني حسمت. وبحسب معلومات نقلتها "السفير" عن مصدر لبناني مطلّع فإن ما سيزوّد به الجيش من صواريخ حصل مسبقاً على الموافقة الإسرائيلية.

قال مسؤول فرنسي شارك في الإعداد لمؤتمر"مجموعة الدعم الدولية للبنان" الذي سينعقد الأربعاء في باريس ان المفاوضات في شق تسليح الجيش اللبناني قد حُسمت، وان الجانب الفرنسي قد استجاب لمعظم المطالب التي تقدم بها الجيش اللبناني.
لكن مصادر مطلعة قالت لصحيفة السفير اللبنانية إن المفاوضات شهدت عقبات مع الجانب الفرنسي الذي وضع شروطاً مالية وأسعاراً للأسلحة تتجاوز ما كان متوقعاً بكثير، ولا تتطابق مع الوعود الفرنسية على أعلى المستويات بتسهيل الصفقة التي تموّلها المليارات السعودية الثلاثة، مع "صديقنا التاريخي لبنان".
وقال مصدر لبناني مطلع للصحيفة، إن الأسعار التي طالب بها الفرنسيون خلال المفاوضات تتطابق مع المستوى التجاري المعروف، ولا تعكس التساهل الموعود عند بدء المفاوضات، مشيراً الى أن منصات إطلاق الصواريخ، التي سيجري تزويد مروحيات "الغازيل" بها، يكاد يتجاوز سعرها، أسعار المروحيات نفسها.
وحصل اللبنانيون خلال المفاوضات على موافقة فرنسية على تزويد الجيش بصواريخ مضادة للدروع، واخرى مضادة للطائرات، إلا أن مداها لن يتجاوز الخمسة كيلومترات، ما يحدّ من فعاليتها في مواجهة الطيران الإسرائيلي. ويستجيب ذلك للتحفظ الإسرائيلي عن تزويد لبنان بأية أسلحة مضادة للطائرات، تخرق السيطرة الجوية الإسرائيلية على الأجواء اللبنانية.
وبرزت مشكلات إضافية في سياق المفاوضات ومهل التسليم التي ينبغي أن تمتد من 6 أشهر الى 3 سنوات. وبحسب مصدر فرنسي، ان مشكلة تواجه التسليم السريع، بسبب عدم وجود مخزون لدى صانعي الأسلحة الفرنسية.
ويبدو أن اللبنانيين اعترضوا على اقتراح تزويدهم بأسلحة من المخزون القديم للأسلحة الفرنسية، فيما تشمل اللائحة التي تقدموا بها لائحة طويلة من المعدات والأسلحة، شملت مروحيات، دبابات، صواريخ ومدفعية، وزوارق بحرية، يقول مسؤول فرنسي إن بعضها لا يزال قيد الدرس، وانه قد لا يمكن تلبية كل ما طلبه اللبنانيون.
ونقل عن عسكري فرنسي ان القرار النهائي بتلبيتها يعود في النهاية للجنة تصدير الأسلحة الحربية، ولكن القرار المتعلق ببعض الأسلحة الحساسة، من صواريخ وأجهزة تنصت وغيرها من المعدات التكنولوجية المتقدمة، يبقى قراراً سياسياً، يحسمه الرئيس هولاند. وتابعت صحيفة السفير، أن الفرنسيين يأخذون بالحسبان التحفظ الاسرائيلي عن أي تغيير في الواقع القائم في جنوب لبنان، وتسليح الجيش اللبناني.
مصدر فرنسي قال إن السعوديين يواكبون المفاوضات بين الجانبين اللبناني والفرنسي، لإدراج بعض أوجه التسلح اللبناني في استراتيجيتهم المستجدة، في لبنان وسوريا، لملاحقة"الجهاديين" القادمين من السعودية وبلدان الخليج.
وأشار المصدر إلى أن "السعوديين أصروا على تزويد لبنان بنظام رصد وتنصت متطور، وشبكة مراقبة حدودية متطورة، يعتقدون أن "حزب الله" يملك نظاماً متطوراً شبيهاً بها، ويطمح السعوديون الى مجارات، مضيفاً أن "السعوديين يسعون عبر تزويد الجيش اللبناني بهذا النظام، الى الاستعانة به في عملية احتواء موجات "الجهاديين" في سوريا، ومراقبة تحركاتهم عبر لبنان".