بري يطلق مبادرة للحوار الوطني في لبنان

بري يعلن خلال احتفال بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه إلى أنه سيدعو خلال الأيام العشر الأولى من أيلول إلى حوار لقادة الكتل النيابية والحكومة ويأمل الاستجابة، ويؤكد على عدم المساومة على خيار الشعب والجيش والمقاومة. مبادرة بري لاقت ترحيب كل من رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط.

بري: ما نسعى اليه هو تحديد حدودنا البحرية ولسنا حراسا للحدود الاسرائيلية.
أطلق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مبادرة للحوار الوطني في لبنان تشمل رؤساء الكتل النيابية في مجلس النواب بالإضافة الى رئيس الحكومة.

بري أشار إلى أن الحوار سيبحث موضوع رئاسة الجمهورية، وعمل مجلسي النواب والوزراء، بالاضافة إلى ماهية قانون الانتخابات النيابية، وقانون استعادة الجنسية، ومشروع اللامركزية الإدارية، وأيضاً تسليح الجيش.

كلام بري جاء خلال الاحتفال الذي أقامته حركة امل لمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه في مدينة النبطية جنوب لبنان.

وقال بري "سأدعو خلال الأيام العشر الأولى من أيلول إلى حوار لقادة الكتل النيابية والحكومة وآمل الاستجابة". واشار إلى أن المقاومة اسسها الامام الصدر وأن من يراهن على خلاف بين حركة امل وحزب الله هو واهم، مشدداً على عدم المساومة على خيار الشعب والجيش والمقاومة. وأوضح أن "ما نسعى اليه هو تحديد حدودنا البحرية وليس حراسا للحدود الاسرائيلية".

 وفي الملف الداخلي أكد بري على أن للتشريع باب واحد هو باب المجلس النيابي محذراً من الفوضى إذا ما تم تجاوز هذا الباب. كما أكد  تمسكه بالحكومة وبأهمية تنشيطها معتبراً ان بقاءها ضرورة وطنية. وعلق على التظاهرات التي عمت ساحة الشهداء السبت احتجاجاً على الفساد فقال:"إن الذين قاموا بتحركات احتجاجية في لبنان هم على حق، نعلق آمالا على استعادة دور الدولة وتفعيله في لبنان".

ودعا المحتجين إلى المطالبة بالدولة المدنية وبقانون انتخابي نسبي، مشدداً على أن "العلة في هذا النظام وليس بما تتم المطالبة به والعلة هي في الطائفية التي هي حصن الفساد". وتطرق بري إلى ملفات المنطقة وأمل ان يؤدي الاتفاق النووي الى وقف الاستثمار في الحروب الصغيرة، واعتبر أن الاتفاق النووي يرسي حقائق جديدة في الشرق ولا بد من اعادة صياغة الاستقرار العام في المنطقة.
وقال "العالم اجمع دخل مرحلة جديدة منذ الاعلان عن الاتفاق النووي بين ايران ودول الخمسة زائدا واحدا". وفي قضية الإرهاب دعا الى عمل ترشيدي بين النجف وقم والازهر من اجل منع تشويه صورة الاسلام، ورأى أن المطوب تجفيف مصادر تمويل الارهاب للمساهمة في حل الازمة السورية، مشيراً إلى أن سوريا تدفع ثمن كل ارهاب والمطلوب جعل هزيمة الارهاب هي الاولوية. كما أكد على أن سوريا دائما في قلب كل معادلة في المنطقة.  

وفي الملف اليمني دعا لاستعادة الدور العماني لفاعليته لحل هذه الازمة، أما فلسطينياً فحذر من شطب حق العودة لمصلحة التوطين. وفي قضية الامام الصدر أكد على أن هذه القضية لن يطويها الزمن وسيبقى تحرير الامام واجبنا القومي والشرعي والوطني. وطالب في اطار الحوار الليبي بأن تكون قضية اخفاء الامام الصدر عنوانا تتم متابعته بعناية. وقال "لا نخفي شيئا عن جمهور الامام وعن حركة امل بخصوص قضية الامام الصدر"، وأضاف "ننطلق من ثابتة وحيدة وهي تحرير الامام من سجنه ورفيقيه من ليبيا".

ورفض كل خطوة تطبيعية مع ليبيا و"التطبيع الوحيد هو تفعيل التعاون في قضية الامام الصدر". وتابع "لا بيع ولا شراء على حساب قضية الامام الصدر ورفيقيه". وقال إن المحقق العدلي في بيروت يتابع النظر في الادعاءات التي قدمتها عائلة الامام الصدر وإن السلطات الليبية شكلت لجنة متابعة لقضية الامام السيد الصدر ورفيقيه بناء على طلب لبنان.    

.. والحريري وجنبلاط وحزب الله يرحبون

رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري أعلن أنه يلتقي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في الدعوة إلى حوار يناقش البنود التي أوردها في خطابه. 

وفي تغريدات له على موقع تويتر قال الحريري إن تيار المستقبل سينظر بإيجابية لهذا الموضوع عندما يتلقى الدعوة، مشيراً إلى أن الاتفاق على بت موضوع رئاسة الجمهورية يشكل المدخل السليم للبحث في القضايا الأخرى. كما أكد أن إعلان التمسك بالحكومة وتفعيل عمل المجلس النيابي قاعدتان للاستقرار. 

من جهته أعلن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ترحيبه بمبادرة بري للحوار. وفي حديث لصحيفة "السفير" اللبنانية قال جنبلاط "إن الحوار الآن هو أكثر من ضروري لمعالجة شتى الأزمات" آملاً "أن يؤدي إلى إخراج لبنان من كل هذه المآزق وفي طليعتها مأزق انتخاب رئيس الجمهورية". 

حزب الله بدوره أصدر بياناً عبر فيه عن تأييده الكامل لمبادرة رئيس مجلس النواب معتبراً أنها تشكل فرصة جدية لإيجاد منفذ يؤدي إلى حلحلة الكثير من القضايا العالقة في البلاد، وصولاً إلى إيجاد حل دائم ومستقر للأزمة السياسية وما ينتج عنها من أزمات اقتصادية واجتماعية تهدد المواطن اللبناني. كما عبّر حزب الله عن تمنياته بأن "تقوم كل القوى السياسية المعنية بتلقّف هذه الدعوة والاستجابة لها بنيّات طيبة، والعمل على إنجاحها".  

اخترنا لك