واشنطن تدعو لإرسال مراقبين دوليين إلى أوكرانيا
حراك غربيّ مناوئ لروسيا تقوده واشنطن على خلفية الأزمة الأوكرانية. الرئيس الأميركيّ باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يقولان إن روسيا ستدفع تكاليف كبيرة ما لم تغيّر مسارها تجاه أوكرانيا.
تتسارع تطورات الأزمة الأوكرانية لتكرس الانقسام. فبعد ساعات قليلة على تحذير واشنطن ولندن لموسكو من دفع ثمن باهظ في حالِ تدخلها في أوكرانيا، أعلنت الولايات المتحدة الإثنين أنها طلبت إرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "فوراً" إلى اوكرانيا، وذلك خلال اجتماع خاص في فيينا للمنظمة.
وقال السفير الأميركي دانيال باير إنّ الهدف من هذه المهمة هو محاولة "تأمين حماية حقوق الأقليات" و"الحرص على احترام وحدة وسلامة أراضي" اوكرانيا على حدِّ قوله.
الرئيس الاميركيّ باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كانا قد قالا "إن روسيا ستدفع تكاليف كبيرة ما لم تغيّر مسارها تجاه أوكرانيا".
واعتبرا أنّ التصرّفات الروسية غير مقبولة، كما اتفقا على الحاجة الملحة إلى تهدئة الأوضاع وضرورةِ دخول روسيا في حوار مباشر مع أوكرانيا.
التهديدات شملت أيضاً الشقّ الاقتصاديّ. فقد ألغت واشنطن اجتماعات اقتصادية ثنائية، بما في ذلك زيارة وفد روسي إلى الولايات المتحدة، ومجموعة الدول السبع الصناعية أعلنت تعليق مشاركتها في الاستعدادات لقمة سوتشي في حزيران/ يونيو المقبل.
لكن آخر المواقف صدرت قبل قليل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث أعلن أن روسيا والصين تؤكدان تطابق وجهات نظرهما بشأن أوكرانيا.
في المقابل توقع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف زوال حكم السلطة في كييف بثورة جديدة، وقال إنّ فيكتور يانوكوفيتش لا يزال بموجب الدستور رئيساً شرعياً للبلاد، فيما يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى كييف غداً لتأكيد دعم واشنطن لسيادة أوكرانيا.
مسؤول أميركي كبير قال "إنّ القوات الروسيةَ تسيطر بالكامل على شبه جزيرة القرم".
متحدث باسم حرس الحدود الأوكرانيّ قال اليوم "إنه رصد تعزيز المدرعات الروسية قرب ميناء قناة كيرش على الجانب الروسي المواجهة لمدينة كيرش الحدودية" مضيفاً "أن سفناً روسيةً تحركت في ميناء سيفاستوبول وحوله حيث تقوم قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسيّ
القرم... الرقم الأصعب في المعادلة الأوكرانية
شبه جزيرة القرم.. موقع يكاد لا يرى في خارطة العالم لكنه بات معلماً واضحاً وجلياً للعالم الأجمع.
مساحة الجزيرة الصغيرة المقدرة بنحو 27 ألف كلم مربع تعني الكثير لروسيا بفضل رسو الأسطول البحري الروسي على ميناء سيفاستوبول منذ القرن الثامن عشر، بينما استولت روسيا على القرم في عهد الامبراطورة كاثرين الثانية.
معقل القوة البحرية الروسية هذا، يضم 300 سفينة روسية من مختلف الأحجام ويربض فيه نحو 23 ألفاً من جنود البحرية الروسية. ويعتبر ميناء سيفاستوبول قاعدة انطلاق لروسيا إلى ميناء البحر الأبيض المتوسط. وهو يؤمن لها الوصول إلى الخارج وإعاقة العمل فيه تعني محاصرة الأسطول الروسي وإفقاده القدرة على التحرك ومن ثم محاولة حصار روسيا.
جزيرة القرم هي متنفس روسيا البحري على العالم وقاعدتها العسكرية فيها هي الحاجز الوحيد المتصدي للمنظومة الصاروخية الأوروبية من أجل كل ذلك.
روسيا ومنذ استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي عام 1991 اتفقت مع قياداتها الجديدة على تأجير ميناء سيفاستوبول مقابل اعترافها بوحدة الأراضي الأوكرانية، وقد مدد الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش مدة التأجير إلى عام 2042 مقابل 7 مليارات دولار سنوياً مع تمتع كييف بتخفيض بنسبة 30% على الغاز المصدر إليها لتحافظ على وجودها في المنطقة مقابل الهيمنة الأميركية.