فلسطين تبكي شاعر الثورة أبو عرب

ثلاثة وثمانون عاماً عمره، ستون عاماً عمر نضاله وأغانيه... محمد صالح المعروف بأبي عرب صمد وصبر أمام كل التحديات فقتله المرض، وربما الحزن على واقع فلسطين والوطن العربي ...نقابات كثيرة نعته وفلسطين والعرب يبكونه.

أبو عرب أخذ معه تراث فلسطين ورحل

كيف لا ينشد بكلمات من نور أرض أجداده وهو الذي كان في السادسة من عمره حين شاهد المحتل الانكليزي يطارد عائلته عام ستة وثلاثين... كيف لا يصنع من الذكرى قصيدة من صبر ونضال وهو الذي كان في الثامنة عشرة من العمر حين حلت النكبة بفلسطينه وفلسطيننا... كيف لا يجعل من الأرض السليبة والناس الطيبين قصة عمر وهو الذي جرح فيما المحتل يقصف شجر زيتون أجداده.  

أولى أغانيه روت قصة فدائي يودعه شقيقته ويعود شهيداً... أولى اطلالاته كانت عبر صوت العرب في القاهرة حين كان المجد العربي معقوداً لجمال عبد الناصر وفرقته الموسيقة الأولى رأت النور في الأردن  سماها فرقة فلسطين للتراث الشعبي.

صارت أغاني محمد صالح المعروف بأبي عرب أناشيد الفدائيين وأهازيج العرب وبيرقاً من كلام يتقدم المناضلين.

صارت فلسطين شعراً... صارت عتاباً وميجانا ودلعونة... استعاد أبو عرب من تراث الأرض قصص النضال... غنى للناس الطيبين، أنشد للفدائي الرابض خلف السور ينتظر العودة إلى فلسطين... رفض الغناء للزعماء والقادة لكن استشهاد أبي عمار مسموماً بعد قهر الحصار في المقاطعة أبكاه فأنشد للرئيس حين صار الرئيس جثة في ضمير بعض القادة العرب، كضمير بعض القادة العرب، وشهيداً حياً في ضمائر الشرفاء.  

حبس أبو عرب الدمع في عينيه حين أنشد فلسطين، فأبكى العرب... زار فلسطين ولم يبق، كان يمني النفس بالعودة يوماً مع المنتصرين... ربما مات وفي قلبه غصتان واحدة على فلسطينه التي شاهدها تضيع، وأخرى على سوريا التي احتضنته فشاهدها تدمر... مات أبو عرب.

اخترنا لك