صراع الرياضة والسياسة عبر تاريخ البطولات الرياضية الكبرى

الفوز في مباراة قد يكون أهم من المواجهة بين دول متعادية، وتكون الرياضة في كثير من الأحيان آداة للضعط السياسي. جولة سريعة على صراع الرياضة والسياسة عبر تاريخ البطولات الرياضية الكبرى.

يرى نيسار أن الكريكيت قد تحقق ما عجز عنه السياسيون في حسم الصراع بين باكستان وحركة طالبان

لم يكن مفاجئاً طلب وزير داخلية باكستان شاودري نيسار، إقامة مباراة في الكريكيت بين السلطة والمتمردين. فالرياضة مخرج سياسي لأزمات ونزاعات كثيرة منذ عقود.

يرى نيسار أن اللعبة الشعبية الأولى في بلاده قد تحقق ما عجز عنه السياسيون في حسم الصراع بين حكومته وحركة طالبان.

في الماضي القريب، حرصت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل على متابعة مباراة المانشافت أمام اليونان في كأس الأمم الأوروبية عام ألفين واثني عشر.

إصرار ميركل على تلك المباراة تحديداً يعود إلى الصراع الإقتصادي بين البلدين. أما اليونانيون فيعتبرون أنفسهم مقيدين من قبل الألمان في منطقة اليورو، على غرار ممارسات الإحتلال النازي خلال الحرب العالمية.

صفقت ميركيل طويلاً بعد تقييد الإغريق داخل البساط الأخضر وترحيلهم من البطولة.

وخلال الحرب العالمية، أدرك موسوليني وهتلر قيمة الرياضة في تعزيز الكرامة الوطنية تجاه السلطات الحاكمة. اكتسب موسوليني هيبة كبيرة بعد حصول بلاده على مونديالي أربعة وثلاثين وثمانية وثلاثين، وأشرف بنفسه على اختيار حكام مباريات منتخب بلاده، ودعم الأزوري بشتى الطرق القانونية وغير القانونية.

بدوره رسخ هتلر عقيدته وقوة نظامه الحاكم بعد تتويج الألمان بأولمبياد برلين عام ستة وثلاثين.

وفي الملاكمة، احتفى النظام النازي باللاعب الألماني ماكس شيملنغ. هزم غريمه الأميركي جو لويز عام ستة وثلاثين بمدينة نيويورك، فاعتبر انتصاراً عسكرياً لألمانيا.

وخلال الحرب الباردة، أولت أميركا والإتحاد السوفييتي السابق اهتماماً كبيراً بالرياضة كنوع من الدعاية لقوة بلادهما.

المناكفات السياسية على الصعيد الرياضي تجلت عام ثمانين، حيث قاطعت أميركا أولمبياد موسكو احتجاجاً على غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، فرد الدب الروسي بمقاطعة أولمبياد لوس أنجليس عام أربعة وثمانين.

حرب موسكو وواشنطن الباردة انتقلت إلى الأراضي الإيسلندية. بطل الشطرنج السوفياتي بوريس سباسكي فقد لقبه العالمي امام الأمريكي بوبي فيشر. خسارة كلفت سباسكي مغادرة بلاده وطلب اللجوء إلى فرنسا، بعد وصف هزيمته بالمهينة للدولة والشعب. 

عام ستة وثمانين انتقم الأرجنتيني دييغو مارادونا لبلاده من الإنكليز، بعد أربع سنوات على انتهاء حرب فوكلاند بين الطرفين.

تحايل مارادونا على الإنكليز وسجل بيده هدف التأهل إلى نصف نهائي مونديال المكسيك. 

اخترنا لك