ما الذي دفع حزب الله إلى التنازل؟

صحيفة "الجمهورية" تعتبر أن حكومة تمام سلام أداة لاستيعاب الخصوم وتقطيع المرحلة وترى أن حزب الله باع أشياء لا قيمة لها بأسعار مرتفعة، ويخطط لشراء الأساسيات بأسعار زهيدة.

يطمح حزب الله للإفادة من تيار المستقبل و"يافطة" الإعتدال السنّي لمواجهة الجموح السنّي إلى العنف والتطرّف

يستمر التطور المتعلق بإعلان الحكومة في لبنان الحدث الأبرز الذي يتصدر الصحف المحلية. صحيفة الجمهورية سألت عن الأسباب التي دفعت حزب الله إلى التنازل من أجل حكومة ليست أفضل من الميقاتية، وقدّم الإغراءات لـ"المستقبل" كي يوافق؟

وقالت "هل قام بذلك، كما الحريري، مراعاةً للتسوية الإقليمية؟ أم تنازلَ في حكومة عابرةٍ لأنّه طامح أو موعود بسلّة تسويات متكاملة قبل 25 أيّار، أو ربّما قبل 20 تشرين الثاني (موعد إنتهاء ولاية المجلس النيابي)، وتتضمّن رئيساً للجمهورية يرتاح إليه (ليس عون) وحكومةً ومجلساً نيابيّاً يقوده الرئيس نبيه برّي لولاية جديدة؟ يقول البعض: "الحزب" يبيع مادة محترقة إسمها الحكومة، لا دورَ لها أكثر من تصريف الأعمال، من أجل مكاسب أساسية".

فليس في الأفق ما يضعه في موقع ضعيف، ويجبره على خيار لا يناسبه: الرئيس بشّار الأسد يناور مرتاحاً في جنيف، وإيران كرّست موقعها برعاية أميركية. ولا يواجه "الحزب" في الداخل سوى الانتحاريّين. بل هو يستعدّ لجولات عسكرية حاسمة بين البقاع والقلمون السورية.

ولذلك، يطمح حزب الله إلى الآتي:

- تمرير المأزق الذي تعيشه مناطقه نتيجة العمليات الإنتحارية، بحيث يُحمِّل الحكومة الجامعة والمؤسّسات العسكرية والأمنية المسؤولية عن خيارات المواجهة التي يريد تنفيذها.

- الإفادة من رغبة 14 آذار في العودة إلى السلطة لتغطية تسوية متكاملة (دوحة أو طائف) تكرّس "ستاتيكو" لمصلحته.

- إظهار تجاوبه مع الرغبة الدولية - الإقليمية في ضمان إستقرار لبنان، ما يعيد إليه رصيداً دوليّاً فقده بانخراطه في سوريا.

- الإفادة من "المستقبل" و"يافطة" الإعتدال السنّي لمواجهة الجموح السنّي إلى العنف والتطرّف. وهذا ما يدفع إلى مواجهة بين "سُنّة الإعتدال" و"سُنّة التطرّف"، عبّر عنها الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط.

- الحصول على سكوت تيّار "المستقبل" الضمني على مشاركته في الحرب السورية.

فالحكومة السلامية أداة لاستيعاب الخصوم وتقطيع المرحلة نحو التسوية الشاملة أو الفوضى الشاملة. وفي الحالين، "حزب الله" يبيع أشياء لا قيمة لها بأسعار مرتفعة، ويخطِّط لشراء الأساسيات بأسعار زهيدة. وقد أثبت أنّه "حرّيفٌ" في هذا النوع من الاستثمارات!

اخترنا لك