المبادرات السياسية تفشل في إسكات صوت الرصاص في الأنبار
أكثر من شهر على اندلاعها كأزمة أمنية في الأنبار، وأكثر من مبادرة سياسية طرحت لحلها. برامج ورؤى وحوار لتطبيقها غرب العراق لم يتم التوافق على أي منها حتى الآن.
أفاد مراسل الميادين في العراق عن اندلاع اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية العراقية وأبناء العشائر من جهة وبين عناصر داعش في مناطق وأحياء الملعب والزنكورة ومناطق شرق وشمال الرمادي.
مراسل الميادين أشار كذلك إلى تجدد قصف مدفعية الجيش العراقي ومدافع الهاون على أحياء نزّال والشهداء والعسكري وجبيل والضباط جنوب وشرق الفلوجة.
ومنذ أن اندلعت الحرب ضد داعش والقاعدة في الأنبار غرب العراق برزت أكثر من مبادرة لحلّ الأزمة من بينها مبادرة لزعيم المجلس الإسلامي العراقي عمار الحكيم ولرئيس البرلمان أسامة النجيفي ولنواب من القائمة العراقية مع تلويح كردي بالتدخل بمبادرة لحلّ الأزمة. فيما بغداد تجد أن لا مبادرة للحوار لأنّ الحرب هي ضد مجاميع إرهابية وليست خلافاً مع مكون معين.
وتتمحور المبادرات كلها حول سحب الجيش العراقي من داخل المدن والتفاوض مع عشائر الأنبار وبالأخص في مدينتي الرمادي والفلوجة منها، الأمر الذي اعتبرته بغداد خطوطاً غير واضحة.
عضو ائتلاف "متحدون" ظافر العاني قال "حتى الآن لم نسمع من رئيس الوزراء عن رؤيته للحل سوى قرع طبول الحرب والحسم العسكري في حين الجانب السياسي هو الجانب الأهم".
رائحة البارود وصوت الاشتباكات، لن يوقفه طرح سياسي بحسب الائتلاف الحاكم. لا سيما وأن بغداد ترى في مبادرات المعارضة وعلى رأسها تكتل رئيس البرلمان أسامة النجيفي "تعقيداً للمشهد الواضح" دون أن يفوتها ما لمبادرات خصومها وغيرهم من آثار إيجابية على كيانتهم وتحالفاتهم قبل الإنتخابات مؤطرة تحرك خصومها بالدعاية الانتخابية.
وفي هذا الشأن قال عضو ائتلاف دولة القانون محمد العكيلي "نعم مع الحوار شرط أن يسلم المسلحون أنفسهم الى الجهات الأمنية، نعم مع الحوار يفترض أن نحمي الاهالي داخل منطقة الانبار والفلوجة، هذا منطق الحوار".
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن تأييده لمبادرة أنبارية من حكومتها المحلية وعشائرها، تقضي بسحب ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻣﻦ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻔﻠﻮﺟﺔ وﺇﻣﻬﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺳﻼﺣﻬﻢ. فيما يسلم ملف المحافظة ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ بعد تأمينها بالكامل من قبل الجيش العراقي.
وبالانتظار فإن مبادرة أهل الانبار قد تجتمع بها شرعية حكومتها وعشائرها فتفرض خياراً أقوى من طروحات خصوم بغداد. فتصنع بها الخطوة الأولى على طريق حل أزمة الأنبار.