دعت روسيا المعارضة الأوكرانية إلى التخلي عن سياسة التهديدات والدخول في حوار بنّاء مع السلطات بهدف إخراج الدولة من الأزمة العميقة في إطار الدستور.

وأعربت الخارجية الروسية في بيان لها عن قلق موسكو من سعي المعارضة الأوكرانية إلى تصعيد حدة التوتر في البلاد، معتبرة أن تصريحات فيتالي كليتشكو، زعيم حزب "أودار" الأوكراني المعارض التي دعا فيها إلى إنشاء فرق خاصة للقيام بدوريات في الشوارع وتنظيم احتجاجات قرب مباني الإدارة في المناطق الأوكرانية، تتناقض مع تصريحات المعارضة حول تمسكها بالقيم الديمقراطية والأوروبية. 

واستغربت الخارجية ما وصفتها بـ"الخطوات الاستفزازية" التي تأتي فوراً بعد المحادثات بين زعماء المعارضة وممثلي الدول الغربية التي جرت مؤخراً في ميونيخ، معبرة عن أملها بأن تتخلى المعارضة الأوكرانية عن سياسة التهديدات وتدخل في حوار بنّاء مع السلطات بهدف إخراج الدولة من الأزمة العميقة في إطار الدستور.

من جهتها أبدت المعارضة الأوكرانية استعدادها لتشكيل الحكومة الجديدة في البلاد وأخذ كامل المسؤولية على عاتقها، لكن دون أن يشارك حزب الأقاليم الحاكم في هذه الحكومة.

وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "باتكيفشينا" المعارض أرسيني ياتسينيوك "لقد قلنا بوضوح إننا مستعدون لتشكيل حكومة يثق بها الشعب ويتعاون معها الشركاء الغربيون".

واستبعد ياتسينيوك تشكيل حكومة تشارك فيها أحزاب المعارضة والحزب الحاكم على حد سواء، قائلاً "لا نوافق على ذلك، إننا نشكل الحكومة بوحدتنا وفي هذه الحال نأخذ المسؤولية عما يجري في البلاد على عاتقنا". 

في هذا الوقت قالت وكالة "أنباء موسكو" إن المعارضة الأوكرانية طلبت دعماً مالياً من الغرب، مشيرة إلى زيارة قام بها رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "باتكيفشينا" المعارض أرسيني ياتسينيوك وكليتشكو نهاية الشهر الماضي بزيارة إلى المانيا، حيث التقيا هناك وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين في الاتحاد الأوروبي.

وصرحت كاترين أشتون، المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي، بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية يعدان خطة للمساعدة المالية لأوكرانيا. وقالت في تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن هناك ضرورة تحتم مساعدة كييف في المرحلة الانتقالية، مشيرة إلى "أنه خلال الفترة الانتقالية يجب أن تقوم "حكومة انتقالية" بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة". وأشارت اشتون إلى "أن حجم المساعدة لن يكون صغيراً ولكن خطة المساعدة تتطلب اتفاقاً طويل الأجل بين صندوق النقد الدولي وأوكرانيا".