الأزمة السورية تحضر في القمة الأوروبية الروسية
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتساءل عن مصير وحدة الأراضي السورية إذا تنحى الرئيس بشار الأسد فيما يصف الرئيس فلاديمير بوتين عملية إطلاق مؤتمر جنيف اثنين بالصعبة في القمة الأوروبية الروسية في بروكسل. تقرير سلام العبيدي.
أعمال بناء تحيط بمجمع مباني الاتحاد الأوروبي في بروكسل. هذا هو المشهد الذي صادفه الرئيس بوتين وهو آتٍ إلى المباحثات مع رئاسة الاتحاد. ثمة رمزية في المشهد توحي بأن العلاقات الروسية الأوروبية هي الأخرى تحتاج إلى إعادة بناء نظراً لتراكم المواضيع الخلافية بين الطرفين.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لن تتدخل أبدا في شؤون الآخرين، قائلاً "ربما أستطيع أن أتصور رد فعل شركائنا الأوروبيين غذا ظهر في أحد ميادين اليونان أو قبرص في أوج الحملة المناهضة للوحدة الأوروبية وزير خارجيتنا وأخذ يطلق الدعوات والشعارات هناك".
لم يكن أمام القائمين على الاتحاد الأوروبي إلا الرد على قول بوتين بأنهم يسعون إلى شراكة استراتيجية مع روسيا، ولكن بمعاييرهم الخاصة، معايير تملى على دول دون أخرى، كما هي الحال في التعامل مع الأزمة الأوكرانية.
أما رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رامبوي فقال "عندما يجري الحديث عما يجري في شوارع المدن الأوكرانية، يجب أن نفهم أن هذه الأحداث هي جزء من عدم الاستقرار في البلد". وأكد على العمل من أجل اعادة تطبيع الأوضاع، مشيراً "ويبقى موضوعنا الرئيسي بناء شراكة استراتيجية مع روسيا".
صحيح أن الطرفين أكدا أهمية التفاهم بينهما في إنجاح الجهود المشتركة في الشأنين الإيراني والسوري، لكن هذا التفاهم سرعان ما يتلاشى عندما يبدأ الحديث عن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.
بدوره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف توجه للمجتمعين بالقول "تصورا لوهلة أن الأسد سيختفي غداً، ماذا سيحل بالبلد ومن سيحافظ على وحدته... لن تجدوا جواباً". ولفت لافروف بأن "انتشار الإرهاب في سوريا هو تهديد حقيقي"، معتبراً أنه "ليس من قبيل الصدفة أن تدعو قمة الثمانية إلى توحيد الجهود في محاربة الإرهاب".
قمة تسلسلها الثانية والثلاثون، بجدول أعمال مقتضب ومن دون التوقيع على أي وثيقة تذكر. يبدو أن المؤسسات الأوروأطلسية لم تألف بعد عودة العملاق الروسي إلى المنافسة الدولية في المجالات كافة.