جنيف 2: كل طرف متمسك بمواقفه ولا تقدم جدياً حتى الآن
لا شيء حتى الآن في جنيف يوحي بتقدمٍ جدي في المفاوضات في يومها الأول.. لا يزال الوفد الرسمي ووفد الائتلاف أكثر تمسكاً بمواقفيهما من أي وقتٍ مضى ومع ذلك فالمحاولات مستمرة.
كلما ظهر أمل بسيط بايجاد قاسم مشترك للبدء بالمفاوضات قتلت الأمل تصريحات متضاربة يدلي بها الطرفان خارج مبنى الأمم المتحدة.
منذ اللحظات الأولى للاجتماع الصباحي بين الوفدين برئاسة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي قرئ المكتوب من عنوانه فوجئ الإبراهيمي بأن رئيس الوفد السوري المفاوض الوزير وليد المعلم لم يحضر ولا حضر نائباه وزير الإعلام عمران الزعبي والدكتورة بثينة شعبان.. كلف السفير بشار الجعفري برئاسة الوفد، كان في الأمر رسالة سياسية بعدم الرضى عن مستوى وفد الائتلاف، وفي الاجتماع الآخر الذي عقده الابراهيمي لاحقاً مع الوفد السوري بحضور المعلم فوجئ الوفد الرسمي بأن الابراهيمي جاء يطرح فكرة الهيئة الانتقالية للنقاش.. رفضها الوفد لأن الأولوية الآن هي للقضايا الإنسانية.
قيل إن هذه النقطة لم تكن أصلاً ملحوظة بالنسبة للوفد الرسمي.. خرج بعد ذلك بعض أعضاء الائتلاف يقولون إن هذه النقطة هي الأساس لأي تفاوض ثم دخل على الخط الدكتور برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني قائلاً إن وفد السلطة لا يريد التنازل عن شيء وأنه لا بد من استخدام الفصل السابع.
بين مفاجئة وأخرى واتهام وآخر، وتهديد وآخر بدا اليوم الأول من مؤتمر جنيف الثاني حاملاً من أسباب التشاؤم أكثر من بوادر الانفراج.. وحده الإبراهيمي لا يزال يأمل بالتوصل إلى قواسم مشتركة، ولذلك كان الاتجاه بعد الظهر نحو القضايا الإنسانية.
واضح إذاً أن لا برنامج عمل جدي ولا أوراق عمل مطروحة وإنما تجارب ومجموعة أفكار يلقيها الإبراهيمي على الوفدين طيلة النهار آملا بالتوصل الى شيء.
يبدو على الأقل حتى الآن أن التوصل إلى شيء ليس بالأمر السهل إن لم نقل شبه مستحيل.