الجلسة الأولى بين وفدي الحكومة والائتلاف تستمر دقائق معدودة والمعلم يغيب عنها
أقل من نصف ساعة هي مدة الاجتماع المباشر الأول بين وفدي الحكومة والائتلاف في جنيف في ظل غياب وزير الخارجية السوري ومعاونيه.
لم يكد يبدأ الاجتماع الأول المشترك بين وفدي الحكومة السورية والائتلاف المعارض حتى انتهى حيث اقتصر على كلمة للمبعوث العربي والدولي الأخضر الابراهيمي.
وترأس وفد الحكومة السورية مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري فيما غاب وزير الخارجية وليد المعلم ومعاونوه. وهو ما اعتبره مصدر أممي في حديث للميادين رسالة سياسية واضحة. أما وفد الائتلاف فكان حاضراً بكامل أعضائه باستثناء رئيس الائتلاف أحمد الجربا.
وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلتقى الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في جنيف. ونقل موفد الميادين عن مصدر أممي أن الإبراهيمي تحدث عن هيئة انتقالية للحكم فقاطعه الوفد السوري بأن هناك أموراً أكثر اهمية للبحث وأن هناك تحفظات على بيان جنيف واحد.
مصادر في الوفد الرسمي أشارت لوفد الميادين أشار إلى أنه "لم يجر الاتفاق على أي شيء بعد وكل ما قيل عن إجراءات في حمص غير صحيح".
المتحدث باسم ائتلاف المعارضة لؤي صافي قال للميادين "إن المباحثات السياسية ستبدأ الاثنين وما جرى حتى الآن هو مناقشة مسائل اجرائية وتنظيمية".
مندوب سوريا الدائم في الامم المتحدة بشار الجعفري الذي ترأس الوفد الرسمي الذي شارك في الاجتماع مع وفد الائتلاف "أكد أن أهمية المفاوضات الدائرة تكمن في الدخول في الجوهر وهو الإتفاق على حوار وطني بقيادة سورية بدون تدخل خارجي".
وكان الإبراهيمي أعلن في مؤتمر صحافيّ الجمعة في جنيف "أن الطرفين قبلا مبادىء جنيف واحد أساساً للتفاوض" معتبراً أن "المفاوضات صعبة لكنها مشجّعة" نافياً وجود شروط مسبّقة.
وأكد الابراهيميّ "أنّ الوفدين لم يناقشا الأمور الأساسية حتى الآن. وهما لن يغادرا جنيف قبل نهاية الأسبوع". مصدر أوروبيّ أكد لموفد الميادين "أن لا صحة لأي اتفاق بعد حول ممرات إنسانية في حمص أو إفراج عن المعتقلين".
وكانت مصادر ديبلوماسية قد قالت "إنّ وفدي الحكومة والائتلاف وافقا على بحث اتفاق لإيصال مساعدات إنسانية إلى حمص".
وزير الإعلام السوريّ عمران الزعبي طالب بأن يكون في مواجهة الوفد السوريّ الرسميّ وفد يمثل قوى المعارضة السورية الحقيقية، أيْ كلّ قوى المعارضة، مؤكداً أن شرط تنحي الأسد "غير وارد".
ونقل مراسل الميادين عن مصادر الائتلاف "أنّ الضغوط الأميركية أدت إلى قبول الائتلاف الجلوس مع الوفد الحكوميّ".
وحتى الساعة يمكن القول إن كل شيء ينبئ بصعوبات كبيرة. فلا الوفد الرسمي قابل ببحث هيئة انتقالية ومستقبل الرئيس السوري بشار الأسد ولا المعارضة قابلة ببحث أي شيء قبل مواقفة الوفد الرسمي على مبادىء "جنيف 1". وقال بعضها إنها تريد ضمانات مكتوبة.
المسافة بين الطرفين كبيرة والهوة بينهما عميقة. ومن خلفهما تعمل بعض الدول في كواليس جنيف وفي كواليس كثيرة أخرى للدفع باتجاه تنحي الأسد. بينما يتمسك حلفاء الأسد بالقول إن الرئاسة شأن يقرره الشعب السوري. كل شيء حتى الساعة يقارب نذر الفشل أكثر من تباشير النجاح وكل من الطرفين يريد أن يكون الآخر هو المبادر للانسحاب ليحمله مسؤولية الفشل.
الوزير وليد المعلم يقول إن الائتلاف ليس جاهزاً وإنه يعيش صراعات داخلية وصراعات مع أطراف المعارضة الأخرى. وفد الائتلاف يقول إن المعلم و فريقه يريدان دفعنا للإنسحاب وسط غياب أي رغبة حقيقية بالحل، لكنّ المفارقة أن الطرفين يقولان لن ننسحب.
لا انسحاب ولا تفاوض مباشر فكيف الحل؟ الإبراهيمي وبعض الدول مستمرون بالبحث عن مخارج. العارفون في خفايا الأمور يقولون ربما لم يحن موعد المخارج بعد.
وبالتالي فأسوأ ما يمكن اتنظاره هو إعلان الفشل وأفضله هو إيجاد صيغة للقول "إن ثمة أموراً يمكن البناء عليها فيعود كل طرف الى قيادته للتباحث أو ربما لانتظار جنيف الثالث".