رحلة الماجد الأخيرة: من عرسال إلى السجن!
يتوالى كشف التفاصيل عن اعتقال الجيش اللبناني لأمير كتائب عبد الله عزام في لبنان ماجد الماجد وجديدها أن الجيش تحرّك بناء على معلومات أميركية تؤكد وجود الماجد في لبنان.
كشفت صحيفة "الأخبار" أن معلومات أميركية قادت إلى اعتقال أمير كتائب عبد الله عزام ماجد الماجد، حيث أرسلت الاستخبارات العسكرية الأميركية برقية عاجلة الى "فرع الأمن الاستراتيجي" في وزارة الدفاع اللبنانية، تفيد بأن الماجد موجود في جرود بلدة عرسال اللبنانية، وأنه نقل الى أحد منازل البلدة بعد تفاقم وضعه الصحي. وبعد يومين، وصلت برقية أخرى تفيد بأن اتصالات تجرى لنقل الماجد الى بيروت للعلاج لحاجته إلى عملية غسل كلى عاجلة. وبحسب معلومات "الأخبار" فإنه يوم الثلاثاء، في 24/12/2013، تولّت سيارة إسعاف نقله من عرسال الى مستشفى المقاصد في بيروت. عندها وصلت برقية أميركية عاجلة تؤكد أن الماجد صار موجوداً في أحد مستشفيات العاصمة.
في هذه الأثناء، تابعت "الأخبار" تشكلت خلية خاصة في مديرية الاستخبارات، وتولّى فريق إحصاء كل من دخل مستشفيات لبنان أو لا يزال فيها لمعالجة أمراض الكلى. وبعد بحث، أُحصي نحو 415 حالة جرى التأكد من أنها تعود جميعاً لبنانيين، ما عدا اثنتين، إحداهما لمواطن عربي تم التثبت من هويته في أوتيل ديو، وأخرى لشخص مجهول في مستشفى المقاصد.
وفي وقت لاحق، أرسل رجل أمن الى المستشفى، وتم استغلال لحظة نوم الماجد بسبب حقنة مهدئة، لالتقاط صور له، تم نقلها مباشرة الى اليرزة حيث جرت مطابقتها مع صور للماجد، وعندها تقرر إعداد خطة توقيفه.
وأضافت الصحيفة "أن أول الاقتراحات كان الهجوم على المستشفى ونقله من هناك، ولكن برزت محاذير أمنية ناجمة عن احتمال أن يكون خاضعاً لحراسة خاصة قد يؤدي الاصطدام معها الى اشتباك يستغل لتهريب الماجد أو حتى لقتله، ثم تقرر انتظار تقرير الطبيب". وبعد ظهر الخميس، في 26/12/2013، قرر الطبيب أن في إمكان المريض المغادرة. وأصرّ الماجد، من خلال مرافق له يحمل هوية سورية، على العودة الى عرسال. وتم تحضير سيارة إسعاف لهذه الغاية، استقلّها بعد الغروب، تحت مراقبة رجال الاستخبارات.
بعد مغادرته محيط بيروت الإدارية، تم التثبت من سير سيارة الإسعاف في اتجاه الطريق الدولية المؤدية الى البقاع. وبعد وصولها الى منطقة الجمهور، كانت وحدة خاصة من الجيش قد نصبت كميناً من عدة آليات، اعترضت سيارة الإسعاف وسارع عناصر الإستخبارات الى فتح السيارة ومباغتة الماجد ومرافقه لمنعهما من الإقدام على أي عمل، وخصوصاً أنه كان يُخشى من أن يكون الرجل مجهزاً بحزام ناسف. وخلال أقل من دقيقتين، أوقف الرجلان ونقلا الى مقر وزارة الدفاع، فيما أُخلي سبيل طاقم سيارة الإسعاف في وقت لاحق.
وتابعت "الأخبار" أنه "بعد توقيف الماجد، عقد اجتماع خاص في مكتب قائد الجيش ضمّه وكبار ضباط الاستخبارات، وتم الإتفاق على حصر معلومة توقيفه بفريق ضيق، وكيفية المباشرة بالتحقيق معه قبل تدهور صحته. كما خصص طاقم طبي للإشراف على وضعه الصحي" ونقلت عن مصادر أمنية أنه "لا معلومات جدية تم استخراجها من الماجد بسبب تدهور وضعه الصحي".
وأفادت المصادر الأمنية أن "إنذارات بالغة الجدية" بعث بها إلى جهات لبنانية بأن تنظيم "القاعدة" "يحمّلها مسؤولية تسليمه الى السعودية أو وفاته من دون توفير العلاج له".
وبحسب "الأخبار" فإن استخبارات الجيش بادرت الى فرض إجراءات حماية خاصة، وتم نقل الماجد الى أمكنة لا يمكن لأنصاره الوصول إليها، وخصوصاً أن معلومات الجيش تفيد بأن هؤلاء مستعدون لتنفيذ عمليات انتحارية بغية تهريبه من مكان احتجازه.