في أفغانستان ... موسيقى رغم الخوف

في أفغانستان مدرسة وحيدة تعلّم الموسيقى، ويقصدها الطلاب للعزف على مختلف أنواع الآلات الموسيقية الأفغانية القديمة والحديثة سعياً منهم إلى نقلها للأجيال المقبلة كموروث شعبي.

يدرك التلامذة ان العزف قد يهدد حياتهم لكنهم مصممون على مواصلة الدرب

بعيداً عن التفجيرات وأزيز الرصاص يتعلّم أطفال أفغان العزف الموسيقي بصورة حرفية في مدرسة الموسيقى الوحيدة في العاصمة كابول. يتمرنون على آلات موسيقية أفغانية اصيلة في محاولة منهم للحؤول دون إندثارها. هكذا يعزف سميع الله سروري على آلة موسيقية قديمة يطلق عليها أفغانياً اسم "دلروبا" أي "ساحرة القلوب". 

يقول سميع الله سروري الطالب في مدرسة الموسيقى "سافرت إلى كثير من الدول الغربية وهناك عزفت على هذه الآلة الأفغانية وقد استقبلت استقبالاً حاراً واستطعت أن أحمل رسالة حب وسلام من خلال العزف على الموسيقى الأفغاني الأصيل إلى العالم". 

أما فضيلة أزمير، فتقول "منذ أربع سنوات وأنا أتعلم في هذه المدرسة العزف الموسيقي المحلي والغربي و لم أواجه أية مشاكل حتى الآن".

لا يقتصر التعليم في هذه المدرسة على الآلات الموسيقية الأفغانية القديمة، فإلى جانب ذلك يحاول القائمون عليها تدريب الطلبة على العزف على آلات موسيقية غربية للتناغم مع متطلبات العصر الراهن. 

وفي هذا الشأن يقول مدير المدرسة احمد سرمست "نحن نعلم أن دبلوماسية الموسيقى هي ناجحة في استقطاب شريحة واسعة من الناس. لذا فالهدف من إنشاء هذه المدرسة هو التواصل مع العالم الخارجي من خلال الموسيقى وإعطاء فكرة مغايرة تماماً عما تعود عليه العالم أن يسمعها من أفغانستان".

175 هو عدد تلامذة هذه المدرسة من البنين والبنات. يتدربون على أيدي أساتذة أفغان والأجانب.

ونجحت المدرسة في تنظيم حفلات موسيقية في عدد من الدول الغربية والشرقية خلال السنتين الماضيتين للتعريف بموسيقى أفغانستان وتقديم الوجه الثقافي الجميل لهذا البلد الذي طالما غاب عن المشهد. ويشير المدرب الأجنبي في مدرسة الموسيقى جون لاغيت إلى أن "الأفغان لديهم قدرة كبيرة في تعلم جميع أنواع الموسيقى وأعتقد ان هذه المدرسة ستكون نموذجية على مستوى المنطقة إن تلقت دعماً كافياً من المعنيين".

يدرك تلامذة مدرسة الموسيقى "أن العزف على أوتار الآلات الموسيقية شرقية كانت أم غربية، لا يخلو من المخاطر التي قد تهدد حياتهم خارج المدرسة لكنهم مصممون على مواصلة الدرب".