بغداد تمسك العصا من الوسط في تعقيدات معركة التحرير
الأميركيون كعادتهم تركوا الباب مواربا أمام أي ارتباك يسبب تعثرا في سير العمليات، فبعد أن تدخلوا بوضع الخطط التي تضم طلب واشنطن تحجيم دور الحشد الشعبي في تحرير الأرض، استبقوا أي هجوم عراقي بالتذكير لحاجة معركة استعادة الرمادي لقادة عراقيين أكفاء.
-
الكاتب: عبدالله بدران
-
المصدر: الميادين
- 8 تموز 2015
الخطط الأولية الموضوعة هي عمليات إقتحام المدينة
تطورات المعركة العراقية ضد داعش تنبئ بهجوم استعادة
الرمادي مركز المحافظة. استعدادات عسكرية عراقية من افواج مغاوير الشرطة الاتحادية.
كذلك سلاحا طيران الجيش والقوة الجوية واربع فرق عسكرية في الجيش العراقي تشكل
اساس قيادة عمليات الانبار مع اسناد من
الحشد الشعبي.
الخطط الأولية الموضوعة هي عمليات اقتحام المدينة من
جنوبها وشرقها لدفع داعش صوب نهر الفرات ليشارك الغطاء الجوي في ضرب امدادات التنظيم
اثناء المعركة او مسلحيه اثناء هروبهم صوب الصحراء شمال الرمادي، على ان
يزامن العملية احكام حصار التنظيم في الفلوجة شرقاً حتى يسمح الوضع الميداني لتحريرها.
خطط اولية لم تكن اللمسة الامريكية بعيدة عنها، فواشنطن مستمرة بايفاد مستشاريها الى القواعد في
الانبار، والهدف تدريب المقاتلين الجدد من ابناء العشائر السنية غرب العراق لمسك
الارض المحررة. كما ان القيادة الامريكية لا تزال تفاوض لمنع الحشد الشعبي من اداء اي دور
خلا دور مسك اطراف المدن الانبارية اثناء
العمليات وخصوصا اطراف الرمادي والفلوجة كضمان لنجاح عسكري يرافقه هدوء سياسي.
لكن الامريكيين كعادتهم تركوا الباب مواربا امام اي ارتباك يسبب تعثرا في سير العمليات،
فبعد ان تدخلوا بوضع الخطط التي تضم صراحة طلب واشنطن بتحجيم دور الحشد الشعبي في
تحرير الارض العراقية وتخويف من توترات قد
تثيرها مشاركته، استبقوا اي هجوم عراقي بالتذكير لحاجة معركة استعادة الرمادي
لقادة عراقيين اكفاء كما جاء على لسان
وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس
الشيوخ الامريكي.
رؤية كارتر لم تشابه حديث رئيس هيئة الاركان الامريكية
المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، فهو اعلن انه طلب العثور على وحدة لها قيادة ومهمة
هجومية تستطيع ان تحقق الاهداف المرجوة في محاربة داعش. رؤية ذكرت مصادر للميادين انها جاءت بعد ترخيص وطلب من قادة عراقيين في
الميدان فان عديد المستشارين الامريكيين
3500 مستشار توزعوا في 6 مواقع ومنها
قاعدة الحبانية شرق الأنبار التي يشرفون فيها على تدريب 800 مقاتل من ابناء
العشائر. وفي الميدان ايضا يتحرك الحشد
الشعبي وفق خططه افقيا في اطراف الفلوجة والصقلاوية وتأمين حزام بغداد الغربي
وصولا الى حدود الانبار المتصلة بكربلاء، وعموديا في بيجي والفتحة شمال صلاح الدين،
متجاوزاً التحذيرات الامريكية، تاركاً لقنوات الاتصال مع واشنطن ان تنقل اصراره في
القتال دون توقف لاستبيان الملاحظات الامريكية، لتبقى بغداد شاءت ام ابت ممسكة بالعصا من وسطها في ادارة
تفاهمات يجب ان يكون مؤداها نجاح المعركة
وتحرير الارض.