في باكستان البحر ليس للنزهة بل للهرب من الموت

بلغ عدد قتلى شمس كراتشي جنوب باكستان نحو تسعمئة. الموجة الحرارية القاتلة ستنخفض في اليومين المقبلين وفق ما تفيد مراكز الرصد الجوي. كيف عاش الباكستانيون الأيام الماضية؟

الاستنجاد بالشواطئ طلبا للنسيم العليل.
قاتلة هي شمس باكستان. درجاتها الخمس والأربعون على مناطق الجنوب لم تلفح وجوه السكان وحسب بل اقتلعت أرواحهم من بين جنباتهم.
تسعمئة قتيل حصيلة أيام قائظة لم تجد فيها جرعات الماء ولا نسمات ما تيسّر من هواء نفعا فكان القضاء. مستشفيات كراتشي ولاهور وغيرها من المدن الجنوبية مليئة عن آخرها وبرادات الموتى فاضت بضحايا الحر واقسام الطوارىء تستقبل المزيد ممن يرجون علاجا من الطبيعة الحارقة. تقول سيمي جمالي رئيس مركز الطوارئ في مركز جناح الدراسات الطبية في كراتشي "عادة يكون عدد المرضى في قسم الطوارئ بين ألف ومئة الى ألف ومئتين خلال يوم، خلال هذه الموجة الحارة صرنا نستقبل ألفا وتسعمئة مريض إنه رقم مرتفع جدا". وضع ألغى العطل والإجازات لعاملي القطاع الصحي وفرض تعليقا إلزاميا للعمل في بقية الدوائر الحكومية والمدارس الجيش استنفر للمساعدة. نصب نحو أربع عشرة خيمة  للتخفيف من وطأة الحر. الكهول كانوا أكثر الضحايا، والصغار يحاولون مجابهة الحر بالتخلي عن بعض ثيابهم والإفاضة ما أمكن عليهم من الماء. ليس البحر مجرد نزهة الآن بل إنه ضرورة عسى شيئا من نسماته ومزيدا من موجاته يطفيء لهيب هذا الحر. هنا يصلي أعضاء في البرلمان الباكستاني صلاة الغائب على أرواح من قضوا في الأيام الماضية.  يتهمون الحكومة بالتقصير في ولاية كراتشي تحديدا حيث مات أربعمئة شخص إثر أنقطاع شامل للكهرباء خلال موجة الحر غير أن للطبيعة أسبابها أيضا بهذا السيف الحراري القاتل. يقول  محمد حنيف، مدير مكتب الأرصاد الجوية الباكستانية "إن السبب الرئيسي لموجة الحر في كراتشي هو إنقطاع  نسيم البحر منذ الأيام الخمسة الماضية ومؤشر الحرارة كان مرتفعا جدا فيها حيث وصلت درجات الحرارة الى  تسع وأربعين درجة مئوية". نوبة غضب الطبيعة لن تستمر طويلا والرصد الجوي يقول إن سماء كراتشي ستطفيء ما ألهبته من حر بأمطار غزيرة ستفرح الأحياء وتسقي قبور من قضوا.

اخترنا لك