سياسات أوباما قيد المراجعة عقب فوز نتنياهو

في الفترة القصيرة الماضية برزت بعض الأصوات مطالبة بإعادة مراجعة السياسة الأميركية، ليس للحد من تداعيات خطاب نتنياهو أمام الكونغرس فحسب، بل لتعثر السياسة الأميركية في تحقيق أهدافها المعلنة في العراق وسوريا تحديدا.

يومية "بوليتيكو" أعلنت أن المسؤولين الأميركيين "منكبون على مراجعة الموقف الاميركي على ضوء تراجع نتنياهو عن موقفه بدعم" حل الدولتين (أ ف ب)
       مراجعة البيت الأبيض توجهاته الشرق أوسطية بعد إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو لم تعد حبيسة التكهنات، لا سيما بعد تصريحات كل من الناطقين الرسميين باسم البيت الابيض، جوش ايرنيست، والخارجية، جين ساكي، بـأن الولايات المتحدة "ستقيّم نهجها" وتحديد خياراتها المقبلة.

       في الفترة القصيرة الماضية برزت بعض الأصوات مطالبة بإعادة مراجعة السياسة الأميركية، ليس للحد من تداعيات خطاب نتنياهو امام الكونغرس فحسب، بل لتعثر السياسة الأميركية في تحقيق أهدافها المعلنة في العراق وسوريا تحديدا.

       السفير الاميركي الاسبق لدى المملكة السعودية، تشارلز فريمان، حث الادارة وصناع القرار على ضرورة مراجعة كافة عناصر السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، (10 آذار 2015)، نتيجة جملة من الاخفاقات. وقال فريمان ان "احدى نتائج غزونا الفاشل للعراق وسوريا هو صعود داعش" على المسرح السياسي، "وانتهكنا أحد مبادئنا بأنه يتعين على المرء ألا يضر بالآخرين في المقام الاول". (One result of our bungled interventions in Iraq and Syria is the rise of Daesh.)

       فور الاعلان عن نتائج الانتخابات "الاسرائيلية" تصدرت النشرة اليومية الالكترونية "بوليتيكو" باعلانها ان المسؤولين الاميركيين "منكبون على مراجعة الموقف الاميركي على ضوء تراجع نتنياهو عن موقفه بدعم" حل الدولتين، وربما سيقود الأمر الى "خفض مستوى الحماية الاميركية" للمواقف "الاسرائيلية".

       واوضحت ان الرد الاميركي الرسمي سيجد اصداءه في المحافل الدولية، نقلا عن مسؤولين كبارا في البيت الابيض لم تحدد هوياتهم، ان "نتنياهو سينكشف امام المنابر العالمية بعدما كان يتمتع بغطاء اميركي كثيف لصد اي هجوم ضد اسرائيل". واستدرك المسؤولون بالقول ان ذلك لن يؤدي "باي شكل من الاشكال الى تقليص حجم الدعم المالي والعسكري الاميركي لاسرائيل".

       في هذا الصدد، اعتبرت يومية "واشنطن تايمز" ان سياسات نتنياهو ادت "لتدهور علاقات اسرائيل مع الحكومات الاوروبية والادارة الاميركية" على السواء. كما اوضحت ان "فوز نتنياهو يفرض على أوباما مراجعة استراتيجيته في الشرق الاوسط؛" والاقدام على بعض الاجراءات غير المسبوقة في العلاقات الثنائية منها انها "قد تسعى لسحب اعترافها بسفير اسرائيل لديها، رون ديرمر، بسبب دوره" في الترتيبات مع الخصوم الجمهوريين التي ادت لالقاء نتنياهو خطابه امام الكونغرس.

       اما صحيفة "واشنطن بوست" فقد حذرت من ان يؤدي فوز نتنياهو الى "حدوث قطيعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات بين الحكومتين الاميركية والاسرائيلية خلال العامين المتبقين للرئيس أوباما في البيت الابيض؛" مناشدة ادارة الرئيس أوباما "بذل المزيد من جهودها لتهدئة مخاوف اسرائيل المشروعة من العدوان الايراني المستمر في الشرق الاوسط".

       ايضا شاطرتها الرأي صحيفة "نيويورك تايمز" بتدهور العلاقات بين الرئيس ونتنياهو، معربة عن اعتقادها ان أوباما "لن يتكبد حتى عناء محاولة" اصلاح الأمر بينهما. واضافت ان الخطوة الاميركية المقبلة ستتجسد في المحافل الدولية "لاصدار قرار في مجلس الأمن يؤيد حل الدولتين .. الذي سيكون بمثابة اعلان الولايات المتحدة وقفها الدفاع عن (سياسات) نتنياهو".

ونقلت الصحيفة على لسان "مسؤول بارز في البيت الابيض،" يعتقد انه بن رودس، القول "كان موقفنا على الصعيد الدولي يستند إلى فكرة دعم المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولكننا أصبحنا اليوم نعيش في واقع ترفض فيه الحكومة الإسرائيلية المفاوضات المباشرة، وهو أمر نحتاج بالطبع إلى أخذه في عين الاعتبار لأي قرارات نصدرها من الآن فصاعداً". واضافت نقلا عن مسؤول بارز آخر قوله ان الرئيس أوباما "لن يدخر جهدا لاصلاح العلاقات" مع نتنياهو "لكنه لن يضيع وقته هباء".

اخترنا لك