الملك سلمان يرث المتغيرات الإقليمية وارتداداتها على السعودية
الدبلوماسية الهادئة التي اتخذتها السعودية نهجا تقليديا، يتعهد الملك الجديد بالمحافظة على استمرارها لكن المتغيرات الاقليمية حول المملكة قد تؤدي إلى ارتدادات ضاغطة على دبلوماسيتها.
أمين سر العائلة، بحسب اللقب الشائع، حذر في افتتاح مجلس الشورى، قبل أسابيع، من التحديات الاقليمية غير المسبوقة بحسب تعبيره، ونبه من ارتدادات ما وصفه مستنقع الحروب الأهلية التي تعصف في دول الجوار. هذا التحذير جاء غداة مقتل قائد حرس الحدود الشمالية، على يد جماعة "داعش" التي تسللت من العراق. لكن جماعات أخرى تقوم بأعمال إرهابية في السعودية، لا تتسلل عبر الحدود، بل تعود من جبهات القتال خارج الحدود، أو تذهب إليها. في هذا الشأن، تبدو مخاطر الجماعات الارهابية التي تهدد السعودية، أكبر من أن تتجاوزها الإجراءات الأمنية على الحدود، أو إجراءات ضبط الأمن الداخلي. هذا التحدي، يمكن أن يستفحل، بحسب توقعات السعوديين في المرحلة المقبلة، ولا سيما إذا لم تبحث السعودية عن حلول سياسية في العراق وسوريا، للحد من نمو الجماعات الارهابية، ودرء مخاطر عودة عناصرها إلى السعودية وغيرها. في الجوار اللصيق بالسعودية، تهدد أزمة اليمن المفتوحة على احتمالات شتى، السعودية ومجلس التعاون الخليجي بالسراء والضراء، لكن هذه الأزمة هي بجزأ منها نتيجة دبلوماسية السعودية ومجلس التعاون، التي راهنت على حلول في اليمن، تبين أنها مولدة لانفجار الأزمات بحدة، ولا ريب أن ارتداداتها تتجاوز الحدود اليمنية والأطراف المحلية. النهج التقليدي السعودي في دبلوماسيتها الهادئة، ربما تجاوزته المتغيرات الاقليمية وطبيعة المخاطر التي تهدد المنطقة وكل بلد بمفرده. ولعل أهم التحديات التي تواجه السعودية، هو تحدي مواءمة دبلوماسيتها مع المتغيرات، في الانتقال من النهج التقليدي إلى دبلوماسية فاعلة.