الارهاب يخترق المجتمعات الأوروبية.. وحرب على "الدعاية الجهادية"

الشبكات والجمعيات المرتبطة بالمتطرفين وداعميهم من الدول نجحت بدعم من وسائل الدعاية المتكاثرة لدى المجموعات الإرهابية في اختراق المجتمعات الأوروبية، وتجنيد آلاف الشبان، فيما يعكف المسؤولون في الاتحاد الأوروبي على إنشاء فريق العمل الاستراتيجي حول سوريا الذي سيكلف خوض حرب على "الدعاية الجهادية".

التقارير الإستخبارية والقضائية تؤكد نمو ظاهرة الجهاديين بمعدلات مذهلة في أوروبا
قالت مديرة وكالة العدل الأوروبية ميشيل كونينكس إن "مواجهة الجهاديين الأوروبيين مثل معالجة مرض السرطان... إذا لم تتحرك في الوقت المناسب سيكون الوقت قد تأخر"، مضيفة أن "الهجوم الدموي في قلب باريس ضد مجلة شارلي أيبدو يظهر بوضوح أن الدول الأوروبية مجتمعة ومنفردة تأخرت كثيراً في المواجهة". وقالت كونينكس إن "السلطات الفرنسية فشلت في إستباق هذا النوع من الإرهاب".  قبل أشهر لم تستطع بلجيكا تفادي هجوم إرهابي دموي بإعتراف منظمة الشرطة الأوروبية يوروبول، فإن الشبكات الإرهابية المنتشرة في أوروبا تتنامى... يتجول الإرهابيون بين الحدود ويسافرون إلى سوريا والعراق واليمن، ويعودون منها إلى أحيائهم الأوروبية. صحيح أنه ألقي القبض على بعض  الخلايا والأفراد المشتبه بهم.   لكن التقارير الإستخبارية والقضائية تؤكد نمو ظاهرة الجهاديين بمعدلات مذهلة. الإجتماعات التي يعقدها وزراء الداخلية والعدل في الدول الأوربية، لم تتوصل إلى كشف أسباب هذا النمو المضطرد. لا بل أن بعض المهتمين بالبحث في عمق الظاهرة يقول إن هناك تعامياً عن الأسباب الفعلية التي أمنت لآلاف الشبان الأوروبيين إمكانية ترك منازلهم بإتجاه جبهات القتال، منذ إندلاع المعارك في سوريا. قدمت المواقف الأوروبية المساندة للجماعات المسلحة سياسياً وميدانياً المبرر النفسي للعشرات لكي يعتبروا أن من واجبهم المشاركة في ما تقوم به حكوماتهم. بعض الإعلام الأوروبي إنساق وراء الحكومات. وسائل إعلام فرنسية وأوروبية تلقت توجيهات تحظر إستخدام كلمة إرهابي في الحديث عن التنظيمات المسلحة. من الأمثلة الفاقعة على ذلك وصف صحف فرنسية لذابح المواطن الفرنسي في الجزائر قبل شهرين بأنه جهادي، إضافة إلى تعامل الحكومات الأوروبية، وبعض إعلامها مع عشرات المنظمات المسلحة التي ترفع خطابات التطرف والتكفير على أنها "الفريق المعتدل الذي تراهن عليه لإستبدال النظام في سوريا".

اخترنا لك