جدارة الحياة: سليم الحص.. رؤية فكرية سياسية ثابتة

قيمة الرئيس سليم الحص في عيون أخصامه وأنصاره على حد سواء تكمن في أنه أتى إلى دفة الحكم برؤية فكرية- سياسية لم تتغير يوماً، ولا تبدلت بتبدل الظروف والمواقع. هو إذاً صاحب ثقافة سياسية ومنهج فكري جعلاه من رؤساء الحكومات الذين يستحقون الإحترام والتقدير. وصفه بضمير لبنان يختصر تجربة رجل جاء إلى مواقع المسؤولية عبر المعاناة والكفاح والترقي العلمي والبحثي، ما مكنّه من لعب دور بارز في الساحة القومية العربية والإسلامية، عبر طرحه رؤية عامة وشاملة للعروبة، ومن ثم للإسلام الذي عصفت به الصراعات ومشاريع التفتيت والشرذمة.

كتب الرئيس الحص في موضوعات ساخنة في السياسة والقومية والإسلام. ولخص في مقالاته وكتبه. الحص الأزمة اللبنانية مشرحاً منظومة من القضايا التي تدور حول المواطنة وفقدان الديمقراطية، وممارسة الحرية والحكم.

مقاله " نحن أهل السنة" تصدى فيه للنوازع الطائفية التقسيمية مصوباً البوصلة إلى حقيقة الصراع مع ما يصفه بالخطر الصهيوني–الأميركي، واضعاً في المقام الأول ما يجمع بين المسلمين، نافياً جوهر ما يفرق، هو يقول إن "الاعتبار القومي العربي اعتبار يتعلق بالمصير، كما يتعلق بالمصالح الحيوية لشعبنا بصرف النظر عن توزعه الفئوي".

سليم الحص منفرداً بين رؤساء حكومات لبنان، إشتغل على تأليف الكتب، حيث وضع أفكاره وتجربته ورؤاه. مؤلفاته شكلت منهجاً لأفكاره في الإقتصاد والسياسة والحكم  مسيرة وحياة وصراع بلا هوادة عنوان أحد كتبه.

أخيراً، يروى أن الشاعر محمد الفيتوري، وفي حفل توقيع كتاب الرئيس الحص "بين الحقيقة والتاريخ " جذب يد الكاتب لتقبيلها إحتراماً ومحبة، وتقديراً... وحين سئل عن حقيقة ما قام به قال الفيتوري "لم يعد بمقدورنا الآن العثور على أمثاله... أنا قبلت كفاً نظيفة في زمن الأيادي القذرة".