51 عازفاً تايوانياً و32 كورالاً تونسياً في بيروت
شهد مسرح صالة "إيروين هيل" في حرم الجامعة اللبنانية الأميركية (lau) الكونسرت الأوركسترالي "from faraway" (من بلاد بعيدة) نظمته "مبادرة تخيّل"، جمع في أجوائه فنانين من (تايوان، أميركا، تونس، مصر، ولبنان) مع مجموعتين رئيسيتين هما "أوركسترا تايبيه السيمفوني" (Taipei civic symphony orchestra)(مع 51 عازفاً)، و"كورال تونس 88 الفخري" (32 عنصراً).
تولت الإدارة الفنية للحفل عازفة البيانو "صبا علي" التي رافقت بحساسية فنية عالية الصوت الذي أفردنا له قبل أسابيع قراءة نقدية إيجابية "آية ليل طربيه" (إبنة الفنان "رفعت طربيه)، فكانت مفاتيح البيانو تلامس بحنان وطواعية حنجرة الصبية الواعدة جداً بمستقبل مضيء، والتي تملك خفراً غاب عن وجوه كثيرة هذه الأيام، فحضرت كـ "ميزو سوبرانومحترفة" أمتعتنا بما شدت به مع مدّات عرفناها مع كبار في الوسط الأوبرالي. ثم تعاقب على الخشبة عازفو الأوركسترا في تشكيلات نصف دائرية بإدارة المايسترو "شنغ هونغ كاو"، ما بين الكمان والبيانو والتشيللووالناي، بأسلوب سلس متدفق وجاذب.
اللافت في برنامج الحفل ما ذهبت إليه الأوركسترا والكورال حين فوجئنا بأداء أدوار وطقاطيق عربية قديمة (لما بدا يتثنّى، فوق النخل، عالندا الندا، إمي نامت عا بكير، وبعض أغاني زكي ناصيف) بنفس جديد وتوزيع فيه روح شرقية نضرة تداعب أسماعنا بكثير من الود والإنسجام والفرح، وهو ما جعلنا واثقين من أن الألحان الجميلة والمعبرة هي أفضل لغة للتعامل بين الشعوب، وكدنا نعتقد أن المايسترو عربي وليس تايوانياً لشدة تفاعله مع أنغامنا الشرقية وإيقاعاتها المتميزة.
كان حفلاً مميزاً تخاطب المشاركون فيه من قارات متعددة، بلغة الموسيقى، فلم تكن لغاتهم التي يتفاهمون بها في العادة عائقاً أمام إندماجهم في بوتقة نغمية واحدة وإن كانوا من أقطار وبلاد بعيدة.