كشفته بالصابون السائل ثم عاجلته بالرصاص

نحن إزاء شريط مفاجأة. هويته أوسترالية وروحه عالمية مئة في المئة. عنوانه "the invisible man" للمخرج والسيناريست "لايغ وانيل"(43 عاماً) باشرت الصالات الأميركية عرضه في 28 شباط/ فبراير 2020، بينما أدرجته الصالات اللبنانية على برمجتها بدءاً من 27 منه، يستند إلى لحظات ترقب وصدمات على مدى 124 دقيقة مع بطلين: إنكليزي (أوليفر جاكسون كوين) وأميركية (أليزابيث موس).

  • كشفته بالصابون السائل ثم عاجلته بالرصاص
    وجهان لـ "أليزابيث موس" من "الرجل الخفي"

أفعال من كل نوع يرتكبها "الرجل الخفي": "أدريان غريفين" (كوين) بحق صديقته "سيسيليا كاس" (موس) بعد وقت قصير من نجاحها في الهرب من الفيلا التي إحتجزها فيها فارضاً عليها قيوداً خانقة لا تستطيع معها أن تتحرك إلاّ تحت إشرافه المباشر من سلسلة كاميرات وأجهزة تنصت ورصد لمنعها من أي حركة خارجة عن السياق المرسوم لها، خصوصاً وأنه يحمل شهادة عليا في مجال معدّات الإتصال والتعقب، لذا عمد إلى توظيف دراسته في إبتكار طريقة للتخفي إعتمدها بعد قليل من إكتشافه عملية هروبها بمعاونة شقيقتها "إميلي" (هارييت دير) التي أقلتها بسيارتها من محيط الفيلا ولم يتمكن "أدريان" من إستعادتها رغم تحطيمه زجاج السيارة لكنه عرف كيف يتعقبها بعد ذلك من خلال "إميلي" التي أوصلتها إلى صديقها الشرطي "جيمس لانييه" (ألديس هودج) الذي يعيش مع إبنته الشابة "سيدني" (ستورم ريد).

نص "وانيل" إستند إلى رواية الكاتب الإنكليزي المعروف "h.g.wells" المتوفي في لندن عام 1946، وفيها أن "أدريان" يشيع عبر شقيقه المحامي "توم" (النيوزيلندي مايكل دورمان) أنه قتل في حادث مع صور عديدة تثبت ذلك، وحدها "سيسيليا" لم تصدّق الخبروبدأت رحلتها مع مضايقاته لإرهابها معتمداً على لباس خاص له خاصية الإخفاء، وبات يزعجها ليلاً ونهاراً حتى بدت وكأنها مصابة بمس من الجنون، لكنها أصرت على المواجهة لكشف الحقيقة بعدما إلتقت شقيقه "توم" الذي أبلغها أن "أدريان" ترك لها خمسة ملايين دولار على أن تقبضها بمعدل مئة ألف دولار شهرياً إذا ما بقيت حسنة السلوك ولم ترتكب أي جريمة، وإذا بها تتحرى عن مكان وجوده لتجد بعض متعلقاته في طبقة تعلو غرفتها لدى الشرطي "جيمس" ومن هناك تبدأ المواجهة مع تأكدها أنه حي كما توقعت تماماً.

ولأن القصة مشحونة بأحداث تتلاحق وتصدم فإن الجديد كان إعتراف الشقيق بأن "أدريان" على قيد الحياة، وأنه يطلب منها أن تحتفظ بجنينها بعدما إكتشفت "سيسيليا" أنها حامل رغم إعتمادها حبوباً لمنع الحمل، فقد علمت أنه كان يدرك ذلك وقد إستبدل الحبوب بأخرى لا فعالية لها. وتتحرك بإتجاهه مباشرة تتصل به، تقصده في الفيلا، ثم يجتمعان إلى طاولة عشاء رومانسي معتمدة أسلوبه في التخفي وتحريك الآخر كما يريد، وتجعله يحمل السكين التي أمامه ويذبح نفسه، وبالتالي تتأكد مئة في المئة أنه قتل، أما الرجل الخفي فكان ينفذ أفعاله الشقيق "توم" وقد تعقبته "سيسيليا" وهي تحمل مسدس أحد ضحاياه من حرس المستشفى ورصدته في زاوية ضيقة وحتى تراه فتحت في وجهه عبوة لإطفاء الحرائق، وإذا بالصابون السائل يحدده فتعمد إلى رميه برصاصات مباشرة وقاتلة. لكن مع وجود طفل سيولد فإن الفيلم يعد بجزء ثان، وهو يستحق ذلك دونما شك.