أحمد زكي: لم يخلفه أحد على الشاشة بعد 15 عام غياب
أكثر الألقاب التي فضّلها الفنان "أحمد زكي" في حياته "النمر الأسود" وهو عنوان الفيلم الذي أخرجه له عاطف سالم عام 1984.
-
"أحمد زكي" كاريسما قوية
اليوم وبعد مرور 15 عاماً على رحيل النجم المصري أحمد زكي تظل صورته أقوى من أي وقت مضى لأن بطن التمثيل لم تُنجب من يوازيه موهبة وتفانياً في خدمة الفن كرسالة كان يصفها "أبو هيثم" (توفي نجله في 7 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي) بـ "الأطهر" لولا بعض الذين دنّسوها.
"زكي" الذي عاش حياة ميلودرامية قبل الدخول إلى "جنة الفن"، بدءاً من تواضع المستوى المعيشي، إلى سُمرة بشرته قياساً على أشقائه "بيض الأمارة" من أم أخرى، وصولاً إلى العقبات التي واجهته في مسيرته إلى الأدوار الأولى في السينما، ثم مرضه المتتالي حيناً في إضطراب عمل الكلى، وأحياناً في الدُوار الذي كان يشعر به من ضعف الدم لقلة المآكل المغذية التي كان يتناولها، أو مشاكل التنفس التي تبين لاحقاً أنها شكلت علامات الإصابة بالداء الخبيث في رئتيه ثم وفاته في 27 آذار/ مارس عام 2005، وظلّت الصورة الناصعة عنه هي الحاضرة على الدوام خصوصاً لجهة كيفية تعاطيه مع الأدوار التي كانت تُسند إليه، خصوصاً في فيلم "المدمن" حين أُغمي على زميلته "نجوى إبراهيم" وهي ترى عينيه قد إنقلبتا إلى البياض فقط وهو يتماهى مع الشخصية بواقعية وصدق.
مثل هذا المناخ رافقه في كل أدواره فلم يدخل عملاً إلاّ بعد هضم تفاصيل شخصيته مئة في المئة، وهو فعل ذلك عندما قدمه "خيري بشارة" في "العوامة 70"، و"محمد فاضل" في "ناصر 56"، و"يوسف شاهين" في "إسكندرية ليه"، و "محمد خان" في (موعد على العشاء، زوجة رجل مهم)، و "عاطف الطيب في (البريء، والهروب)، و"شريف عرفة" في"إضحك الصورة تطلع حلوة"، و "إيناس الدغيدي" في "إمرأة واحدة لا تكفي".
هذا عدا عن العديد من أدواره التلفزيونية وأبرزها "الأيام" عن قصة حياة عميد الأدب العربي "طه حسين"، وكذلك على الخشبة خصوصاً "مدرسة المشاغبين" مع عدد من الأسماء التي نالت النجومية من خلالها يتقدمهم "عادل إمام".
الفنان المتميز عرف قفزات في أدواره وتنويعاً في نمط الشخصيات مثلما فعل مع شخصيتي الرئيسين الراحلين "جمال عبد الناصر" (ناصر 56) و"أنور السادات" (أيام السادات)، لكن أكثر ما أتعبه هو الشخصية التي لعبها عام 1987 في فيلم "زوجة رجل مهم" (من أدوار ميرفت أمين اللافتة) وهي لضابط المباحث "هشام" الذي يتحوّل بعد الزواج إلى وحش مُرعب في عهد الرئيس "السادات"، وهناك من شبّهه بالنجم العالمي "داستن هوفمان" لأنه عرف بمشاداته وخلافاته الدائمة مع كل المخرجين الذين عمل معهم، والفارق بينهما أن "أحمد" ظل صديقاً لهم جميعاً.