"المساعدة" يطرح إستبعاد النساء المحترمات عن السلطة

لم تنف المخرجة الأوسترالية كيتي غرين أن فكرة فيلمها الجديد the assistant (المساعدة) ينطلق من أسس ما تطالب به حركة me too (أنا أيضاً) لحماية النساء من التحرش والدفاع عنهن ونيلهن حقهن في الوظائف العليا أسوة بالرجال.

 

  • "المساعدة" يطرح إستبعاد النساء المحترمات عن السلطة
    المخرجة"كيتي غرين" وبطلتها "جوليا غارنر"

غرين ذهبت أبعد من ذلك حين قالت معقبة على ما أثير حول فيلمها : المساعدة، في مهرجان ساندانس :من الإختزال القول إن الفيلم فقط عن توظيف نساء في مواقع لا يستأهلونها بل إنه يحاول إستكشاف مشكلة أعمق من ذلك، إنه يدور حول الأنظمة والهياكل التي تبعد النساء عن موقع السلطة لأنهن محترمات".الفيلم الذي كتبت نصه المخرجة يؤشر في أجوائه على قضية المنتج السجين هارفاي وينستن بتهمة التحرش الجنسي، لأن ميدان الأحداث أحد مكاتب الإنتاج السينمائي الكبيرة حيث المسؤول يعتمد بشكل أساسي على مساعدة نشيطة وذكية ومثابرة ترتب له المواعيد وتسمح له بالتهرب من إتصالات زوجته الملحة لمعرفة إلى أين ذهب ومع من، وفي لحظة يؤنبها بشكل قاس لأنها تدخلت وإشتكته إلى مسؤول في المؤسسة.

شكوى المساعدة جاين ( الأميركية جوليا غارنر- 26 عاماً) تضمنت سبباً واحداً هو أن موظفة جديدة جاءت للعمل معها تعرف تماماً أنها نادلة في أحد المقاهي ولا معرفة لها بالعمل في مجال الإنتاج وأهم مواصفاتها أنها جميلة وصغيرة في السن وأن رئيسها أرسل سيارة الشركة الخاصة لكي تقلها إلى المكتب، وقد حجز لها غرفة مميزة في فندق لكي ترتاح ومن ثم يذهب لتمضية وقت طويل معها. هذه الشكوى كادت أن تتسبب في طرد جاين لأنها تتدخل فيما لا يعنيها وأبلغها المسؤول الذي إستقبلها أنه ينصحها بإلغاء الشكوى، ففعلت حفاظاً على بقائها في عملها، لتتلقى إتصالاً من رئيسها يعنفها ويطلب منها إعتذاراً سريعاً، ففعلت، ورد عليها بكلام طيب شرط ألاّ تعيد الكرّة، ضامناً لها التقدم في العمل.

الشريط برمجت بريطانيا عرضه في الأول من أيار/ مايو الجاري، وهو يعتمد على شخصيات قليلة مع مضمون نأخذه من أداء الممثلة غارنر الذي يتسم بعمق وفهم وقدرة على التعبير الصامت عما يدور في دماغها، وباتت تسمع قهقهات رئيسها وتأوهاته العاطفية من خلف باب مكتبه من دون أن تشتكي أو تتذمر، فهي التي تنجز العمل كله بينما المساعدة الأخرى التي تُرفّه عن المسؤول تحظى بكل ماتتمناه من مرح ومال وموقع في الوظيفة.