"عمر نعيم" في becoming :الحب جحيم متنقل وقاتل
المخرج اللبناني عمر نعيم (41 عاماً)، نجل الفنانيْن: نضال الأشقر، والتشكيلي، رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان سابقاً فؤاد نعيم، أطلق شريطه السينمائي السادس بعنوان becoming، بدءاً من 6 آذار/ مارس الماضي والذي كان صوره في لويزفيل الأميركية.
شاهدنا الفيلم في بيروت ومدته 98 دقيقة على خلفية كلام سلبي نشره موقع imdb (منحه تقدير 4.4) قال فيه أحد النقاد في مقالة بعنوان لقد ضيعت وقتي :"لا حس قصصي،لا حس فيلم، لا إحساس، لا مؤثرات خاصة، لامشاهد من الذاكرة،ونجم واحد هذا كثير"، ونحن سنقول رأياً سينمائياً في الفيلم لا دخل فيه لجنسية عمرإطلاقاً. مخرجنا الذي يعمل منذ 21 عاماً في الولايات المتحدة قدّم تشكيلة متميزة شملت خمسة أفلام عن "التياترو الكبير في بيروت"عام 1999 الذي أنجز فيه أيضاً when simon sleeps، ليحظى عام 2004 بموافقة النجم روبن ويليامس (مات منتحراً عام 2014) على بطولة final cut وصور stand up: muslim American comics، فشريط dead a wake. وصولاً إلى عمله الأخير becoming.
عمر وقّع الفيلم نصاً وإخراجاً، في نسخة متدفقة بالمشاهد والحوارات الحيوية، مضيئاً على الحبيبين: آليكس (الإنكليزي توبي كوبل – 38 عاماً) وليسا (الأوسترالية بينيلوبي ميتشل – 27 عاماً) الراغبيْن في زيارة تعارف لذوي ليسا تمهيداً لإرتباطهما، ولأن المسافة التي سيقطعانها طويلة إقترح آليكس أن يُعرّجا على منزل أحد أصدقائه غلين هيمنغ (جف دانيال فيليبس) الذي يتصرف أمامهما بغرابة غير مبررة، مما يدفعهما للمغادرة صبيحة اليوم التالي من دون وداعه، لكن تبدلاً ما طرأ على مزاج وتصرفات آليكس بعد الزيارة فبات ساهماً لا يُركز على ما تقوله ليسا خلال رحلتهما، مع ردود جافة عصبية لا تراعي خاطرها في شيء، لذا فهي إستنفرت وبقيت صاحية تنتبه إلى تصرفاته من دون أن تدري ما الذي طرأ على رفيقها وبدّله مئة في المئة.
ليسا عاشت وقتاً محرجاً للغاية أمام والديْها، لأن عريسها العتيد كان يخاطبها بطريقة لا إحترام فيها، إلى أن تبين أنه يعاني من سبب مرتبط بصديقه غلين المصاب بمس شيطاني إستطاع معه الهيمنة على دماغ آليكس وتصويبه بقسوة حيوانية تجاه كل من حوله، وحين تفجرت معه نوبة عصبية حاول طعن ليسا لكن تدخل والدها أنقذها وجعله يسقط بدلاً منها، وكانت فرصة سانحة لإعتمادها على عقار مخدرحقنته به وهو يتلوى من رصاصة في رجله أصابته بها والدتها وعندما إستفاق كانت يقظة من حضور صديقه في دماغه، ومن تداعيات المخدر فعاد طبيعياً وكان الثمن حياة والدها. ولا يستحق الشريط أبداً قسوة موقع imdb لأنه ببساطة جزء من الـ system المعتمد في هوليوود لأفلام الرعب والقتل والدماء، وعمر كان في السياق نفسه، بل من بين أفضل ما شاهدناه من هذا النوع.