ما يصل إلى الصالات من عروض آسيوية خصوصاً منها الوافدة من ستوديوهات بكين وهونغ كونغ، تتسم دائماً بطابع التخريف بحيث لا يكف المقاتلون عن الطيران فوق الأشجار والطرقات السريعة والإنتقال إذا أرادوا من مدينة إلى أخرى للقضاء على خصومهم، وهو أمر حدّ من نسبة الرواد الجادين في علاقتهم بالفن السابع ودفع هذه الأفلام إلى صالات من الدرجة الدنيا، لكن الأفلام التي تمثل الصين في المهرجانات الدولية ومنها كان، تكون على مستوىً مختلف وبعضها من نخبة الأعمال، ومنها ما تسابق في دورة كان الأخيرة بعنوان the wilde goose lake (بحيرة الإوزة البرية) للمخرج يي نان دياو(51عاماً) الذي صاغ السيناريو الواقعي المحكم لنماذج من عصابات الدراجات النارية وصداماتهم الدائمة مع بعضهم البعض، ومع أفراد الشرطة.

أجسام صغيرة الحجم، وجوه خالية من التعابير، ومع ذلك يتحركون في مجموعات فوق دراجاتهم مزودين بأسلحة بيضاء من أنواع مختلفة، مع أسلحة نارية متفرقة لزوم المواجهات الكبيرة، مع قدرة على مراوغة الشرطة متوارين في الأحياء، ولأن بين عناصرهم الكثير من التناقضات والمشاكل، تبرز إلى العلن قضية ضياع كمية من المخدرات إتهم بها أحد العناصر الفاعلة زينوي زو (جي هو) الذي عرف كيف يختفي عن الأنظار لعدة أيام، ومن ثم عرفت مكانه الحسناء آي آي ليو (التايوانية لون ماي كواي – 37 هاماً) التي أرسلتها السلطات لمفاوضته على تسليم نفسه مع المواد الممنوعة مقابل العفو عنه لكن إستجدت معركة بالرصاص بينه وبين دورية للبوليس سقط خلالها ضابط ، وباتت الملاحقة له بتهمة قتل رجل أمن.

المطاردات لا تتوقف، و زو بات مطارداً من خصومه في الشارع ومن قوات الأمن، وعلى عادة الأعمال البوليسية المعروفة تنشأ علاقة عاطفية مع آي آي تكون كفيلة بنجاته من كل الحواجز الأمنية حتى إصابته وسط تركيز على التنازع ما بين الخوف من المصير السيء، والرغبة في مسقبل مشرق مع شريكة تعرف كامل التفاصيل حول حياته، حتى تجيء النتيجة أن لا إمكانية للفوز بكل شيء في الحياة، وإلا فخسارة كل شيء واردة. مدة الشريط 117 دقيقة، برمجته أميركا للعرض بدءاً من 20 آذار/ مارس الماضي.