إيطاليا ودّعت موسيقارها المريض إيزيو بوسو
أمضى 10 سنوات يعزف ويغني رغم مرضه النادر في الأعصاب، وعندما توقف عن أي نشاط تدهورت صحة الموسيقار الإيطالي إيزيو بوسو وتوفي عن 48 عاماً .
"كان رجلاً عميقاً وكريماً ، وكان فناناً متفجر الموهبة قادراً على نقل نشوة العزف والعاطفة من خلال موسيقاه" بهذه الكلمات نعى وزير الثقافة الإيطالي داريو فرانتشيشيني، الفنان الراحل إيزيو بوسو، الذي أمضى 11 عاماً الأخيرة متنقلاً بواسطة كرسي متحرك، رافضاً فكرة التوقف عن الموسيقى، وعندما خانته أعصابه وما عادت تلبّيه كما يجب بفعل إصابته بتداعيات مرض التآكل العصبي توقف قبل عام بالتمام عن العزف بعدما كان طبيعياً أن يشاركه جمهوره المتذوق حفلاته التي أبكت الحضور دائماً متأثرين بمعاندته وضعه الخاص لكي يستمر مع الموسيقى التي يعتبرها دواءه الشافي.
ويكفي لكل محب للموسيقى وللعزف المؤثر على البيانو العودة إلى العديد من النماذج الموسيقية المبهرة التي أداها بوسو في سنوات مرضه الطويلة، لكي يتأكد من حجم التأثير العميق الذي يجعل الدمع يفر من العين، مع مجالدته، وبذل أقصى طاقته لكي يحافظ على حضور البيانو في مكانه من خلال عزف لا شائبة معه، ولا توقف عن التواصل الشعوري من الحضور الذين تُظهرهم الكاميرا في حالة صمت كامل لكن مع إبتسامة رقيقة تعني فيما تعني أن الحياة ما زالت جديرة بأن نتفاءل بها حتى عندما تتخلى عنا بفعل القضاء والقدر.
بوسو غنّى وألّف الموسيقى وعزفها وقاد الأوركسترا، بعدما عرفه القريبون منه طفلاً مهتماً بالأنغام منذ ما قبل سن الرابعة بقليل، لأن تغلغل الحس الموسيقي في مسامه رافقه منذ الولادة، وتطور معه نوعياً وهو يكبر في بيئة فنية تصحو على صوت الموسيقى ولا تنام إلا وصدى الأنغام يتردد في فضاء القلب والأحاسيس.