مضاعفات في القلب أنهت حياة الفنان السوري "مأمون الفرخ"
نذر حياته للفن، لكن ضغوط هذا الزمن كانت كثيرة وثقيلة على الممثل والمخرج المسرحي السوري مأمون الفرخ، فتعب قلبه ولم يُمهله الوقت الكافي لإلتقاط الأنفاس فمات عن 62 عاماً.
ليس لأن الفنان مأمون الفرخ يحمل شهادة من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، فهو يحب العمل على الخشبة، بل لأنه تربّى ونشأ على هذا الحب، وكانت المشكلة واحدة دائماً: الظروف السلبية التي تحول دائماً دون تحقيق آمال عراض لمن يعلنون حبهم لفن معين. غالباً حالت ظروف سوريا منذ العام 2012 دون تنفيذ الكثير من المشاريع الفنية خصوصاً بالنسبة إلى المسرح الذي يحتاج إلى ظروف خاصة وطقوس حضور تختلف عن الذهاب إلى صالة السينما مثلاً. لذا كان الفنان مأمون الفرخ مضطراً للذهاب إلى البديل الطبيعي وهو التلفزيون، أو الإذاعة، بينما العين كما القلب على المسرح.
مشاكل الفرخ مع قلبه ليست طويلة، وقد فاقمتها التداعيات العامة، وفراق أهل وأحبة تبعثروا في كل إتجاه وبات الفوز بالمودة والألفة اللتين شكلتا دائماً غذاء الروح والقلب يحتاج إلى جهد مضاعف، بينما كانتا قبلاً حاضرتين بعفوية وود. لذا كانت مشاركات الفنان النبيل التلفزيونية كثيرة خصوصاً في شخصية أبو سمير المحمصاني في أجزاء المسلسل الأشهر: باب الحارة، وقد عمدت بعض المواقع الألكترونية إلى نشر صورة للفنان الفرخ وهو ملقىً أرضاً في مشهد من المسلسل للدلالة على أنه مات وهذا طبعاً ليس فيه شيء من المهنية.
وكان للراحل حضور في عدد من الأعمال البارزة على الشاشة الصغيرة أهمها: يوميات مدير عام، أيام الغضب، إخوة التراب، بطل من هذا الزمان، الخوالي، العبابيد، الهروب إلى القمة، ليالي الصالحية، أهل الراية، أسعد الوراق، والزعيم.