عمر الرحباني: رؤية لحنية لترتيلة "السلام عليك يا مريم"
أنجز المؤلف الموسيقي وعازف البيانو عمر الرحباني (نجل غدي الرحباني) تصوّراً لحنياً وإنشادياً لترتيلة "السلام عليك يا مريم" في 3 دقائق مستعيناً بـ 4 أصوات.
حفيد آخر للفنان منصور الرحباني (بعد الممثل مالك نجل المخرج مروان) أسهم مجدداً في التعريف بموهبته وتميزه الموسيقي (بعدما كسب تقديراً مع فرقته في مهرجانات بيت الدين العام الماضي) من خلال ترتيلة: السلام عليك يا مريم" التي أمّن لها تأليفاً وتوزيعاً موسيقياً جديداً جاء حصيلة تأليف مطلع الترتيلة في سن الـ 15 عاماً لـ عمر عاد إليه مؤخراً وأنجزه كاملاً في وقت الحجر المنزلي تفادياً لعدوى وباء كورونا، متعاوناً مع أربعة أصوات (جيسي جليلاتي، ميرنا جليلاتي عيد، جوزيف .جبور، ليلى سعد)، وكانت النتيجة مادة مختلفة في تلاوين أنغامها فلا رتابة ولا تكرار في الجمل الموسيقية، بل تدفق في الموسيقى التي تبدو في حالة فرح وإنتشاء بالحياة.
هذه الترتيلة أو سواها من الأجواء الدينية سبق لفنانين آخرين (ماجدة الرومي، جومانة مدور، تانيا قسيس) أن بادروا وقدّموا مناخات مناجاة وتقوى في نماذج وقوالب أخرى عرفت سلاماً روحياً وطمأنينة عند السامعين، لكن عمر أبحر في المعاني وقدّم للسيدة الرمز ما يحترمها ويتجانس مع بركتها فبدت أنغام الترتيلة كأنها فعل سعادة وإيمان من ضمن الصورة الأصلية التي نعرفها، خصوصاً وأنه مثل معظم أبناء وأحفاد الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، خدموا في كنيسة مار إلياس إنطلياس (تحتضن الكنيسة قاعة عرض نموذجية تحمل إسم الأخوين رحباني) وبالتالي فإن فعل التعاطي مع التراتيل ليس جديداً على العائلة كلها وبينهم عمر الذي أنشد وعزف على البيانو في الكنيسة كل أيام الآحاد.
العمل سيعرض لاحقاً على الفضائيات اللبنانية، بينما يتحضر عمر مع فرقته الموسيقية والغنائية لترتيب حفل من دون جمهور يبث أونلاين، فلا يُعقل كما أبلغنا أن نبقى أسرى الفيروس، فلا بد من بصيص نور وأمل عبر الفن، وتحديداً الموسيقى.