"We are one" صرخة تضامن مع المهمشين من فنانين وناشطين عالميين
شريط وثائقي جال على مناطق متباعدة من العالم راصداً معاناة أناس مهمشين، فأضاء على قضاياهم ثم جمعهم في إطار حراك مشترك تحت شعار: we are one مما أكسبهم تأييداً وتعاطفاً عالمياً.
-
السودانية آفاق محمود على ملصق الشريط
هو فيلم إنساني بإمتياز. WE ARE ONE أو ON EST ENSEMBLE، نص وإخراج ستيفان دو فريتاس، اختار عدة نماذج مسحوقة من العالم رفع أصحابها رؤوسهم ووقفوا شامخين في وجه مشاكلهم وانتصروا، فها هي السودانية الجميلة آفاق محمود تعرض ما عانته كمسلمة، لون بشرتها داكن في المجتمع الأميركي (صفتان تعنيان أن تُدفن مرتين).
وهو ما دعاها لأن تحاضر وتشرح وجهة نظرها وتعلن بالفم الملآن أنها لن تغادر أميركا، كما أنها لن تعود إلى بلدها، حيث شاهدت على مدى سنوات الجثث التي ترمى في نهر قريب من منزلها، وامرأة أخرى من البرازيل تدعى بانميلا كاسترو، عانت الأمرين من العنف المنزلي واستطاعت أن توقف زوجها وتردعه من خلال الرسم الغرافيتي، لا بل أن تفرض قانوناً سنّته السلطات يحد من سطوة الرجال على نسائهن ويعاقبهم بشدة على ممارساتهم السلبية.
وأيضاً يلقي الضوء على شخصية فرنسية للاعب كرة القدم مارا الذي سجن ظلماً وعمل بعد خروجه إلى الحرية على تقديم ما أمكنه من وجبات مجانية للمهمشين الذين يفترشون الشوارع والأزقة بحثاً عن أي طعام، بعدما علمه السجن كثيراً، وقد نصحه زميل له يومها أن يقرأ كتاب روجيه ماكغارن بعنوان: "رسائل الحياة من المحكوم عليهم بالإعدام"، وكانت النتيجة أن ألّف مارا كتاباً عن تجربته بعنوان: "المذنب المزعوم، وصولاً إلى برولاي (من باماكو – مالي)"، الرجل المصاب بمرض البهاق والذي لم يجد إمرأة تقبل الزواج به، فأخرجه فن الغناء من عزلته وقوقعته، والتحق سريعاً بزملائه ومعهم الآسيوية تمارا التي تعاني في مجتمعها من التنمر وسطوة الرجل وهي رافضة الخضوع لأي إذلال لمجرد الزواج.
ومن الأغنيات التي نسمعها بالعربية "الشمس نفسها تشرق علي وعليك، ونفس النجمة البعيوني بتضوي بعينيك"، ويظهر على المسرح في الحفل الكبير الذي تشهده باريس نهاية العرض (86 دقيقة) عازف الفلوت اللبناني إبراهيم معلوف (عزف في موسمين ضمن مهرجاني بعلبك وبيت الدين).
وترددت عبارات أقرب إلى الحكم مثل: تغيير العالم يعني حماية الضعفاء، فيما يوجد 500 مليون إمرأة أمية حول العالم، وتظهر الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزي وهي تلقي كلمة من على منبر الأمم المتحدة مثلما فعلت السودانية آفاق وتعانقتا لاحقاً بحرارة .