"الفيلم الفلسطيني" تستعيد شريط "حروب صغيرة" لبغدادي

عام 1982 أطلق المخرج الراحل قبل 27 عاماً مارون بغدادي، شريطه: حروب صغيرة، مفتتحاً بازار الأفلام التي ترصد الحرب في لبنان بكل تداعياتها خصوصاً على الإنسان، واختارت مؤسسة الفيلم الفلسطيني، بالتعاون مع نادي لكل الناس هذا الفيلم لعرضه عبر منصتها الالكترونية.

  • فريق
    فريق "حروب صغيرة" خلال التصوير، وتبدو الممثلة ثريا خوري

كان فيلم "حروب صغيرة"، للمخرج الراحل مارون بغدادي، حدثاً سينمائياً كبيراً عام 1982، حيث استطاع التأثير في الشارع اللبناني بعمق، وعرف إقبالاً كثيفاً في الصالات، لأنه ظهر في وقت مناسب، وعكس الحال المزرية التي عاشها اللبنانيون بصدق وجرأة إبان الحرب الأهلية، مما شجع سينمائيين آخرين بعد ذلك، على خوض تجارب مماثلة في مقاربة الحرب، وهو ما شكل لاحقاً موجة من الأفلام التي رصدت وصورت متفاعلة مع حيثيات المشاهد الدموية والتدميرية التي عرفتها ساحتنا.

الشريط كان واقعياً ومباشراً في تسمية الأمور، مما حدا بمؤسسة الفيلم الفلسطيني ومعها "نادي لكل الناس"، اختياره نموذجاً يتماهى مع واقع البلاد الغارقة هذه الأيام بين جائحات ثلاث: إنفجار مرفأ بيروت، كورونا، والحال الإقتصادية المتدهورة، خصوصاً وأن الفيلم يتناول مناخ الحذر والخطر الذي عاناه الناس بفعل القصف والخطف وفوضى السلاح، إلى آخر لائحة الإحباطات التي عرفتها البلاد.

بغدادي الذي توفي قبل 27 عاماً ضحية العتمة في المبنى الذي تقيم فيه والدته ببيروت، أراد الإشارة إلى أن حرب الأسلحة ليست شيئاً يذكر أمام حروب صغيرة يخوضها الناس للبقاء على قيد الحياة، مع كل العناصر المرهقة التي تحد من إمكانات النجاة. موسيقى العالمي غبريال يارد كانت فاعلة جداً في الفيلم الذي جسد أدواره: ثريا خوري (أرملة بغدادي)، روجيه حوا، نبيل إسماعيل، رفعت طربيه، رضا خوري، ويوسف حسني.