THE HATER.. كيف تُصنع الفضائح المدمّرة عبر "السوشال ميديا"؟

تحوّلت وسائل التواصل الاجتماعي إلى أسلحة حديثة قادرة على تدمير أقوى الشخصيات. شريط THE HATER يكشف ميدانياً عن أحطّ الوسائل للنيل من أي شخص.

  • ملصق الفيلم
    ملصق فيلم THE HATER

نحن إزاء فيلم بولندي وصل إلى نهائيات المنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية. عنوانه التسويقي THE HATER والأصلي SALA SAMOBOJCOW HEJTER للمخرج جان كوماسا (39 عاماً) سيناريو ماتوس باسويكس (28 عاماً).

يستأهل الفيلم الاهتمام والمتابعة، لما فيه من مادة عميقة تخوض في حيثيات صناعة الفضائح عبر وسائل التواصل الإجتماعي وإسقاط أقوى الشخصيات مهما علا شأنها، والذي يخدم هذا المصنّف السينمائي هو تلازم 3 عناصر بالغة القوة: النص الممتاز، الإخراج الفاهم المعبر والسلس، ثم الممثل الشاب الذي جسّد الدور الأول بتفوق: ماسياج موزيالوسكي (27 عاماً) فلعب شخصية توماز كومزا، الشاب البارد الأعصاب لكن مع ليونة نادرة للتحول في تصرفاته من سيء إلى أسوأ.

على مدى ساعتين وربع الساعة لم تمر دقيقة واحدة فارغة من محتوى جيد أو حدث له شأن، نحن أمام نص متقن معبر وجاذب إلى آخر حد.

توماز هو الشخصية المحورية، شاب في سن الشباب بدأ حياته مواجهاً مستقبله، مطروداً من كلية الحقوق بتهمة قرصنة أفكار (التعدي على الملكية الفكرية) ليست له، ونسبها إليه، ولم تنفع الاستجداءات لمنع إتخاذ تدبير الطرد بحقه، وهو يعتمد على مساعدة مالية من عمته، التي لعب معها بروفة سريعة ترك هاتفه المحمول مفتوحاً في منزلها ليسمع كامل الإنتقادات منها ومن عائلتها ضده، عرف أنها تتنمّر عليه ومتضايقة من مساعدته مادياً. هنا بادر إلى الدخول بعناد على خط العمل على تجميع المال بأي طريقة وإفتعل مصادفة جمعته بالسيدة القوية بياتا (أغاتا كولس زا) التي تمتلك وتدير موقعاً ألكترونياً ضخماً وقوياً، وأبلغها أنه موهوب في كل مسائل ومتفرعات "السوشال ميديا".

بياتا أعطته موعداً وبحذر، التقيا وسرعان ما شعرت أنه قوي، ذكي، هادئ، يعرف كيف يصل إلى مبتغاه. وأول عمل كلفّته به للتجربة الأولية، ملاحقة وازعاج أبرز المرشحين لمنصب عمدة العاصمة وارسو بافل رودنيكي (ماسياج ستور) فأطلق حوله باقة من التغريدات السلبية، وعندما علّق عليها رفع في وجهه تهماً عديدة من نوع الفساد، لكن الرجل قوي جماهيرياً، وجاء الطلب لكي يدمره دون رحمة لأن هناك من دفع الكثير للشركة كي يتم إسقاطه بالضربة القاضية.

هنا كشّر توماز عن أنيابه وواعد بافل، ثم صوّره في أوضاع مشينة، وقام بتعميمها على وسائل التواصل الإجتماعي فهزّ قاعدته الشعبية، ولكي يبدو إيجابياً معه سارع إلى الدعوة لدعم ترشيحه وحصلت صدامات في الشارع، وقام أحد الموتورين بقتل بافل، بينما أصيب توماز والكل يردد أنه افتدى المرشح لكي يبقيه حياً. وعندما حاولت بياتا التهديد بكشف أفعاله أطلعها توماز على ما يحتفظ به من معلومات وقرائن وأسرار عنها، ففعلت ما يريد ولم تناقش.