"خط دم": دراكولات عربية تتغذى من دماء جيرانها
التونسي ظافر العابدين، والمصرية نيللي كريم، أول مصاصيْ دماء من الفنانين العرب عبر شريط "خط دم"، نص وإخراج رامي ياسين، يُعرض جماهيرياً منذ أيام وسط ردود فعل متناقضة.
جرب بعض المخرجين العرب أشرطة الترقب والرعب، لكن أياً منهم لم يجد ممثلاً عربياً، غير أن واحداً قبل بوضع نابين طويلين يكشر عنهما ليمص دماء الآخرين في شريط سينمائي، كغذاء معروف للدراكولات الذين واكبنا أفعالهم على الشاشات.
المخرج الشاب رامي ياسين كتب نصاً وأخذ موافقة اسمين بارزين من النجوم العرب، هما التونسي ظافر العابدين، والمصرية نيللي كريم، للقيام بهذه المهمة التي جاءت ناجحة وقوة، كونها أخذت روح مناخات الرعب التي عودتنا عليها هوليوود، وصاغت نموذجاً عربياً خاصاً في التعاطي المدروس مع هذا النمط. ويُحسب لظافر أنه كان ممثلاً حقيقياً ومحترفاً في شخصية "نادر" المنكوب مع زوجته "لمياء" (نيللي) وولديه التوأم آدم ومالك (جون وبيتر رامي)، بأن عليهما التغذي بدم بشري أو حيواني لا فرق، لكي يبقوا على قيد الحياة.
العائلة تقرر الانتقال إلى مكان إقامة آخر غير المنطقة الشعبية المكتظة التي كانوا سبباً في القضاء على عدد من أطفالها، وحيواناتها الأليفة، والأمور مرشحة لما هو أسوأ حين تطال التغذية بالدم الجيران البالغين، وتكون محاولة لتهدئة التوأم ومنعهما من التمادي في مص دماء كل من يرونه من أطفال الحي، خصوصاً وأن الجثث ملأت مساحة الحديقة الخلفية للمنزل وبدأت الشكوك تحوم حول أفراد العائلة، وتفضيلهم الانعزال عن التواصل مع محيطهم، والاعتذار عن عدم استقبال أحد عبر مبررات واهية، كل هذه الأجواء فرضت القرار بأن تنتقل العائلة فوراً إلى مزرعة اشتراها نادر بعيداً عن الاكتظاظ ومحاولة إيجاد مخرج لوضعهم، حتى لا تتدخل السلطات مع كثرة عدد الضحايا وثبوت أن السبب هو هذه العائلة، لكن المحاولة سجلت نصف نجاح مع إنقاذ لمياء والتوأم، لكن مع تبعثر جثة نادر نتفاً صغيرة كما عرفنا هذا المناخ من شخصيات مصاصي الدماء في السينما الأميركية.
ظافر موفق جداً في خياره وأدائه، وهذا التجديد في جلده يضيف إلى صورته النجومية ما بين بيروت والقاهرة وتونس ولندن، وصولاً إلى تركيا والموسم الثاني من "عروس بيروت"، إثباتاً قوياً بأنه ممثل قادر متمكن ومتواضع.
كما أن زميلته نيللي التي تعتبر جوكر الأعمال المصرية للشاشتين (آخرها شريط لها: العميل صفر لمحمد سامي)، تأخذ موقعاً محترماً بين زميلاتها، لأن التنويع الذي تعتمده يبقيها في صدارة الأسماء المطلوبة للمشاريع الكبيرة والمميزة.
الإنتاج بإسم المخرج ياسين، ومحمد حفظي (رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي)، وليس صدفة أن يستعين العمل بخبراء تقنيين رومانيين لأن "دراكولا" ولد وعاش هناك. وشارك في الأدوار الثانوية: إيمان يونس، عمرو محمود، رشا عز الرب، داليا الخولي، طارق عبد المجيد، وعلياء علي صالح.