شيرين عبد الوهاب في بعلبك: أول مصرية في القلعة بعد 47 عاماً على أم كلثوم

كانت شيرين على قدر الرهان عليها فوق أعرق خشبات المهرجانات اللبنانية والعربية، وهي صارحتنا بأنها تدرك أهمية هذا الحدث الكبير في حياتها.. وحياتنا أيضاً.

تستحق المطربة شيرين عبد الوهاب التعامل معها كنجمة
تستحق المطربة شيرين عبد الوهاب التعامل معها كنجمة تليق بمستوى وتاريخ مهرجانات بعلبك الدولية رغم إعلانها أمام الجمهور الحاشد في باحة معبد باخوس الأثري،  أنها سألت من أبلغها برغبة إدارة المهرجانات التوقيع معها على حفل 26 آب/أغسطس الجاري: همه بياخدو عيال في المهرجان العظيم ده، وكان الجواب: أنت كبيرة رغم أن حجم جسمك صغيّر. 
وهكذا فزنا بساعتين ونصف الساعة من الإمتاع السمعي الراقي، بعد تأخر الحفل ساعة وعشر دقائق عن الموعد المحدد للجمهور.

أمضينا سهرة رائعة متنوعة فيها الطرب الأصيل، والخفيف والعصري مع الشعبي الذي يؤكد أن شيرين تمثل الصورة الذهبية للفن المصري في عز تألقه وإبداعاته وكثرة المواهب التي تتوالد تباعاً لإضفاء صفة الريادة على مصر. 
وعلى مدى 150 دقيقة قدمت خلالها بعضاً من أغنياتها (آه منك يا أناني، جرح تاني، أنا مش جاية قلك، مشاعري لما إنت ناوي عالسفر، حبيتو بيني وبين نفسي، أنا كلي ملكك، كنت بتحلم، أنا مش بتاعة الكلام ده، بتحب علي، بتوحشني وأنا وياك، عشق بيستنانا)، وللكبيرات:أم كلثوم(ودارت الأيام)، وردة (عيون القلب، العيون السود)، صباح (ساعات ساعات)، وفيروز(بحبك يا لبنان).

والواقع أنها عندما غنّت لسواها حرصت على التميز، فأدت بإحساسها الرائع بغير أسلوب الكبيرات الأربع وضجّ المكان تأثراً بما إستطاعته شيرين الذي لا يصدّق سامعها بأنها تمتلك جسماً نحيلاً من دون زيادة في الوزن تعطي السامع الصورة غير واقعية، فقوة الحنجرة، والإحساس بالكلمات يجعل مناخ الأغنية وإن كانت مشهورة وكأنها جديدة تُغنّى لأول مرة، وهذه ميزة واكبت السهرة بالكامل مع إستعداد من الجنسين لمواكبتها تفاعلاً ورقصاً.

"أنا غنيت على مسارح كتيرة لكن أنا في أسعد لحظات غناي في بعلبك. وياخبر أنا بعد الست على طول بعد47 عاماً وبعد 60 عاماً من عمر المهرجان الرائع". 
هكذا خاطبت الحضور وراحت بين الأغنية والأخرى توجه التحيات إلى أهل بعلبك، وأهل بيروت، وأهل لبنان، ثم خصّت الجيش بتحية خاصة، وقد إعتذرت عندما أخطأت بأحد مقاطع: بحبك يا لبنان، وأردفت: الحب بيلخبط.

كانت حفلة موفقة جداً.

وكانت شيرين على قدر الرهان عليها فوق أعرق خشبات المهرجانات اللبنانية والعربية، وهي صارحتنا بأنها تدرك أهمية هذا الحدث الكبير في حياتها.. وحياتنا أيضاً.

اخترنا لك