"ملوك الطوائف" يستعيدون الماضي العربي في صورة الحاضر

وإذا كان العرض في قطر بمناسبة إعلان الدوحة عاصمة للثقافة العربية في ذلك العام، فإن برمجته في لبنان 2016 يشكّل تحية إلى الأستاذ منصور، الذي كتب نصاً رائعاً يحاكي الأجواء اللبنانية والعربية السائدة من خلال سرد تاريخي لوقائع عاشتها الأمة في الأندلس على مدى سنين وظلّت تتأثر بها حتى يومنا هذا بدليل ما نشهده من أزمات وتداعيات تطال الجميع، والمفارقة أن التاريخ يعيد نفسه بالتفاصيل.

22 دولة تحوّلت إلى ممالك على كل منها ملك يكيد للباقين في السر وينافقهم في العلن بينما يتسابقون تباعاً في كسب ود ملك قشتالة وليون الملك ألفونسو السادس( يجسد الدور زياد سعيد) ويأتمرون بأمره وهو يضاعف نهب ثرواتهم برضاهم على خلفية إيهامهم بأنه يحميهم. ومن حيثيات القصص البارزة ما نشأ من حب بين ملك أشبيلية المعتمد بن عباد(غسان صليبا) وإعتماد الرميكية( هبة طوجي)الغسالة التي أصبحت سيدة القصر، وتحفل المسرحية بحكايات وحيثيات لها خلفيات عميقة الأثر في صورة العرب إبان المرحلة التي عاشوها في الأندلس.

ومع حضور أكثر من مئة فنان على الخشبة نلفت إلى من تبقّى من فريق الممثلين في المسرحية: بول سليمان( الوزير إبن عمار)أسعد حداد( قائد الجيش خلف بن نجاح) نزيه يوسف( ملك البربير يوسف بن تاشفين) أنطوان خليفة( ملك ملقة) جهاد خوري( ملك قرطبة) كميل يوسف( الباز الأزرق) إيلي جرجس( ملك غرناطة) ريتا دكاش( جارية إعتماد) جوزيف نصر( عبد الله) بطرس حنا( ملك طليطلة) كريم الرحباني( ملك سرقسطة)، وتولّى الإخراج مروان الرحباني الذي أسهم في وضع الموسيقى مع شقيقيه ، وعمه إلياس الرحباني، وتمت التسجيلات في ستوديو الأخير، وعزف الأوركسترا الوطنية اللبنانية، مع عازفين إنكليز على الخشبيات والأبواق النحاسية، وأشرف فنياً على المسرحية فؤاد خوري، وصمم الديكور ميريام قرداحي، والملابس للراحل غابي أبي راشد، والرقص لفيليكس هاروتيونيان.