الفنانون لا يساهمون في المجهود الوطني لبلدانهم
قبل حوالى نصف قرن (عام 1967) جالت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم على: باريس (مسرح الأوليمبيا)، تونس، المغرب، السودان، لبنان، ليبيا، أبوظبي، في رحلة جمعت خلالها 520 ألف دولار لصالح المجهود الحربي للجيش المصري، اليوم لم نسمع بعد بإسم أي فنان عربي أطلق مثل هذه المبادرة لمساعدة بلده رغم كل التهديدات التي تهز أركان المنطقة برمتها.
-
الكاتب: محمد حجازي
-
المصدر: الميادين
- 12 اب 2016 12:25
إعلان حفل أم كلثوم على مسرح الأوليمبيا في باريس عام 1967
الجنرال ديغول الذي هزته حملة أم كلثوم خاطبها: نحن نرحب
بك في بلدنا. أما في وقتنا الحاضر والأخطار تطال الجميع فلم نلحظ أي تحرك بحس وطني
صاف من قبل أي فنان، ومعظمهم يجنون مئات آلاف الدولارات، من حفلات متفرقة، في وقت
لا يكفّون فيه عن التغنّي بوطنهم وإستعدادهم للتضحية من أجله في كل المحافل التي
يتواجدون فيها، لكن يبقى الكلام كلاماً حتى حصول ما يدحض الظن بأصحابه.
نعم نفهم أن هناك إحراجاً أحياناً لمعظم الفنانين عندما
يجدون أنفسهم في حيرة من الوقوف مع هذا الطرف السياسي أو ذاك، مع النظام أم
المعارضة، لكن هذا المانع يسقط عندما يتم التبرع للمجهود الإنساني الذي تبذله
جمعيات ومؤسسات خيرية تستهدف خدمة الإنسان وحسب أياً كان إنتماؤه أو فكره. هنا لا
يعود للإحرج أي معنى طالما أن المرجعية منزّهة عن الغايات والأهداف التي تضيق
الخناق على المعاني النبيلة في الفعل الإنساني، لحساب السياسة التي لم تخدم أحداً.
لا يكفي أن يعتمد
المغني لازمة وطنية في ختام حفله، كأن يغني اللبناني أغنية: راجع يتعمر لبنان، وأن
يغني العراقي بتأثر عن أطفال العراق، والسوري متألماً من الأوضاع المأساوية في
بلده، والمصري متمنياً أن يستقر حال الجنيه وأن يهزم إرهابيو سيناء، المطلوب فعل
ميداني، إسهام بالمال يكون دعماً نوعياً لأي بلد خصوصاً في هذه الحقبة بالذات من
تاريخ المنطقة العربية الذي يواجه أعتى المؤامرات لقهره والإستيلاء على مقدّراته
وثرواته.