8 شمعات لدرويش الشعر و10 لمحفوظ الرواية

لا يكفي بعد غياب الكبار تدبيج الكلام الكبير والمنمق عنهم حين تشييعهم ثم تجاوز الإحتفال بهم في موعد الذكرى عاماً بعدعام، على إعتبار أنهم خالدون في الذاكرة الجماعية ويستحيل نسيانهم. هذا الشهر آب/ أغسطس تمر مناسبتان كبيرتان، ففي التاسع منه تمر 8 سنوات على وفاة الشاعر الكبير محمود درويش، وفي الثلاثين تمر عشر سنوات على رحيل أديب نوبل نجيب محفوظ.

الشاعر محمود درويش خلال أمسية شعرية
خالدان نعم . لكن من يهتم بإحياء إحتفالية ولو شكلية هنا أو هناك أو هنالك من المنطقة العربية لكليهما.

درويش الكبير إبن الأرض الطيبة التي علّمت العالم معنى الإنتماء والتضحية والنضال في سبيل إسترجاع الحق، وأكثر من إرتبط بتراب وطنه وكان الناطق الرسمي بإسم شعبه وأهله حتى بات لصيقاً بكل ما يعني القضية ومتفرعاتها في الداخل والخارج.

درويش الذي تحولت كلماته، توصيفاته، صوره الشعرية، كتابات مدوّنة على اللافتات في المنتديات والتظاهرات والمناسبات الوطنية، وإستعان بها السياسيون والمناضلون للتعبير عن واقع الأمة ونذالة الإحتلال البغيض، ومحاكاة الجمهور المقاوم لكي يبقى صاحياً ومستعداً للحظة الموت دفاعاً عن شرف الأمة كلها. هذا لم نسمع سوى بتظاهرات خجولة بالكاد تعرف ماذا تريد، أو لرفع العتب كالذي نمارسه الآن، بحق واحد تماهى في علاقته بقضيته حتى باتا حالاً واحدة تحترمها وتحبها وتقدرها كل الأمة.

أديب نوبل نجيب محفوظ في مكتبه بالأهرام
الروائي محفوظ، من أكثر الكتاب إرتباطاً بالمواطنين العرب الذين تربوا على الأفلام المصرية التي دخلت كل بيت وكان لروايات محفوظ حصة الأسد في الإقتباس عنها للسينما مما جعل رواياته مطلوبة جداً من المكتبات فسجّلت أعلى أرقام المبيعات. نوستالجيا رواياته جعلت إسمه يتردد في كل المحافل ويتحول شيئاً فشيئاً إلى أيقونة مصرية ترجمت الحس الشعبي المصري من خلال الموقف الحر وحوّلته إلى مداد عربي ينسجم مع الإيقاع المحلي المصري.

إستطاع محفوظ ومن بعده إحسان عبد القوس ، يوسف السباعي، ويحيى حقي وغيرهم صياغة حضور نبيل للرواية المصرية العربية التي تعنى بكل تفاصيل الهم الإنساني والخلفيات المختلفة لكل ما يحصل في دنيا العرب من تطورات، وإن محاولة إستحضار تأثيرهم الشعبي تؤكد أن الأدب عرف أبهى مراحل تطوره في زمن محفوظ ، كما في عصر درويش.

اخترنا لك