الروائية نجوى بركات للميادين نت: أنا لبنانية عربية ولست فرنكوفونية

الروائية اللبنانية نجوى بركات لها خمس روايات بالعربية: المحوّل، آلام حمد إبن سيلانة، باص الأوادم، يا سلام، والأخيرة أدرجت على قائمة جائزة"فيمينا"الفرنسية للأدب المترجم، وعلى اللائحة القصيرة لجائزة الأدب العربي في فرنسا، ولها رواية وحيدة بالفرنسية(la locataire du pot de fer)،أسست نجوى محترف: كيف تكتب رواية، وهي تحمل دبلوماً في المسرح والسينما وعملت في صحف ومجلات وإذاعات دولية( فرنسا الدولية وال بي بي سي) ولها سيناريوهات روائية ووثائقية.

أول كلامها إيضاح أمر مهم يتعلق بصورتها الأدبية ، فهي ورغم حياتها الطويلة في باريس ثم توزّع وقتها ما بينها وبين بيروت، ترفض توصيفها بالكاتبة الفرنكوفونية، وهذه صفة لصيقة بالكثيرين ممن كتبوا باللغتين :


  

الكاتبة بركات لا تحبذ التسميات الجامدة مثل القول إن هناك أدباً نسوياً، تؤكد أن الجهر بأدب تكتبه نساء أفضل معتبرة أن لا جنس للكتابة وهي تفضلها مادة إبداعية قد يصيب من خلالها المبدع أم لا. وتصر على أن الموضوعات والأفكار المتميزة ما زالت متوفرة وبكثرة وكل ما على الكاتب أن يحسن إصطياد ما هو راهن في يوميات الناس لكي يضيء عليه من دون تردد أو تزييف في أي واحدة من الصور رهن الكلام عنها، ومن المزايا التي ركزت عليها الإختلاف والتنوع وصولاً إلى تحقيق المراد، واعترفت أنها توقفت عن كتابة أكثر من رواية عندما شعرت انها غير مرتاحة لمسارها: 

 

نجوى أطلقت مؤسسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى تحت إسم: محترف كيف تكتب رواية، وتدرّج في الورش المنجزة ما يقارب الأربعين موهبة، عاشوا مناخ الكتابة الإحترافية التي تتيح الفرصة لكل راغب كي يدخل عالم الرواية من الباب الصحيح تأسيساً لجيل جديد ومتمكن من الروائيين يأخذ مكان المخضرمين الذين باتت أسماؤهم تتكرر بشكل روتيني. والمفيد في السياق أن مواهب عديدة كشفت عن نفسها وكانت لأصحابها رعاية مميزة لكي يعبروا نفق الهواية بسلام وصولاً إلى إكتساب الخبرة المناسبة لكتابة الرواية:

 

ورصدت السيدة نجوى حال الرواية في العالم العربي، إنطلاقاً من واقع السلوك الأدبي العام الذي يفتقد إلى اللمعان والتجديد في الشكل التقليدي الذي أرهق حتى الذين يدمنون على المطالعة بشكل دوري، هذا يدفع إلى مطالعة مختلفة تصب أخيراً في صميم الهدف من الرواية حفاظاً على ما تبقى من مستوى محترم لها في قلوب وعقول الناس أنصار الصبر على الأزمة الحالية ريثما تتاح فرصة أهم تنقذنا من هذا الواقع، وهي تطرح إقتراحاً بنّاءً يشكل نقطة إنطلاق لأي كاتب وهو الشك:

لاتحب الكاتبة بركات فكرة الكتابة من أجل الجوائز على أساس أن الرواية المميزة قادرة وحدها على بلوغ المنافسة على الجوائز والتقديرات. كما لا تحب الكلام عن الأسلوب الذي تعتمده للكتابة الأفضل، أهي ليلاً أم باكراً،في إطار هادىء أم وسط صخب وفوضى، مشيرة إلى أن هذا من قبيل النرجسية التي تقتل الإبداع وهي ليست مجرمة إلى الحد الذي تكون فيه مؤذية بحق ما أبدعته، معلنة حبها لبيروت وللمناخ الثقافي فيها لأنها مدينة لها إطار لا يقل أهمية وقيمة عن العواصم الغربية في أوروبا وغيرها في العالم:

 

اخترنا لك